د. أبوغزاله في مؤتمر يورومني-الأردن: "نعيش التغيير والأردن على أعتاب موجة جديدة من التقدم"
09 مايو 2012
عمان- 9 أيار 2012- قال الدكتور طلال أبوغزاله أن الأردن على أعتاب موجة جديدة من التقدم نظراً لمرونة وقوة وحيوية شعبنا الذي لا يماثله أحد.
وأضاف في كلمة ألقاها د. أبوغزاله أمس في مؤتمر يورومني الأردن أنني: "لا أبالغ حين اقول بأننا نعيش في عصر التغيير الثوري، ثورة المعرفة، الذي يطال جميع مناحي الحياة وفي جميع أنحاء العالم، قد تكون بعض قوى التغيير العالمي هذه إنتقالية، ولكن البعض الآخر طويل الأمد ويشكل علامة فارقة ودائمة تؤثر على طريقة الحياة التي نحياها".
ووصف إقتصاد المعرفة على أنه إقتصاد يتم فيه تحقيق نسبة كبيرة ومتزايدة من الثروة من خلال خلق ونشر واستخدام المعرفة والإبتكار وتطبيقاتهما، وكلما نما إقتصاد المعرفة كلما زاد تأثيره على جميع نواحي المجتمع كما يفتح مجتمع المعرفة آفاقاً جديدة لفهمنا لمفاهيم مثل "موارد" و "وظائف"، و في مجتمع المعرفة تكتسب "فرص العمل" معنىً جديداً وموسعاً، حيث تتحسن نوعية الوظائف والعمل المتاح بسرعة مع توافر المعلومات والتطبيقات والإبتكارات الجديدة في مجال الإنتاج والخدمات.
وعن أثر الثورة التقنية على الوظائف أوضح أبوغزاله أنه في غضون السنوات الستون الماضية، إرتفع عدد سكان العالم من 2.5 مليار نسمة في عام 1950 إلى نحو 7 مليارات في عام 2010، كما تضاعفت فرص العمل في العالم خلال الفترة نفسها، ثلاث مرات، من 0.9 إلى 2.7 بليون، وعليه فقد اتسعت فجوة البطالة على الصعيد العالمي حيث كانت غالبية البطالة مركزة في البلدان النامية التى تخلفت عن الإستفادة من ثورة المعلومات.
وعلى الرغم من وجود نمو سريع في خلق فرص العمل على مستوى العالم في العقود القليلة الماضية، إلا أن مثل هذا النمو لم يواكب النمو في عدد السكان لا سيما في البلدان النامية، وبالتالي اتسعت الفجوة بين العمالة والسكان في جميع أنحاء العالم لا سيما في صفوف الشباب، كما إرتفع معدل البطالة على مستوى العالم في العقد الماضي فقط من 140 مليون إلى 180 مليون.
أوعز د. أبوغزاله السبب الذي يكمن وراء الظاهرة العالمية الغريبة المتمثلة بإرتفاع معدلات البطالة بين الشباب والنقص في اليد العاملة إلى حقيقة أن النمو السريع للسكان في البلدان النامية مثل الأردن ودخول الشباب إلى سوق العمل يكون بوتيرة أسرع بكثير من معدل خلق فرص العمل.
وتحدث د. أبوغزاله مطولاً عن إقتصاد المعرفة وقال: "ينتمي العالم الجديد إلى أولئك الذين يجرؤون على توسيع حدود المعرفة ومن ثم استخدامهم ليس من أجل النهوض بأوضاعهم فحسب بل من أجل الصالح العام ومن أجل زملائهم أيضاً"، لخص ذلك بما يلي:
- يجب على كل موظف أو عامل أن يعد نفسه ليكون وكيل أو موظف معرفة، ويجب أن نستمثر ما يفكر به الناس في عقولهم أن جوهر ما يقوم به الإنترنت هو مساعدة الناس على القيام بأشياء يفكرون بها على نحو أكثر فعالية.
- في الإقتصاد القديم كانت الندرة تعني القيمة العالية أو الأسعار المرتفعة، وعلى سبيل المثال أولئك الذين كانوا يملكون مناجم ثم احتكروا إنتاج سلعة معينة أو شيء يمكن أن يجعل منهم أغنياء جداً في النهاية، وفي عالمنا المعاصر إذا لم تتمكن من تصدير المعرفة فإنك لن تكون قادراً على تحقيق الثروة، الطريق إلى خلق الثروة هو خلق المعرفة.
- إذا حاولت نشر وبيع المعرفة فإن محاولاتك لممارسة الإحتكار وانتزاع أو السيطرة "على معرفة فريدة من نوعها" بنفسك سوف يؤدي في كثير من الأحيان إلى فقدان "القيمة"، أهم الأشياء التي يجب أن تحظى بإهتمامك هو جعل المشتري يصبح جزءاً من الشبكة وأن هذه الشبكة تنمو بإضطراد، وإذا لم تكن قادراً على خلق المعرفة والحصول على حقوق الملكية الفكرية فإنك بالتأكيد لن تكون قادراً على الإبتكار.
- سوف تصبح الملكية الفكرية الرقمية هي الأعمال التجارية الرئيسية.
- في السنوات الخمسين المقبلة سوف تحل التجارة الإلكترونية محل السوق التقليدية.
- يمكن لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات أن تساهم مساهمة فعّالة وكبيرة في تحقيق مزيد من الأمان للبشرية وللممتلكات وحتى الآن لم يتم القيام بما يكفي لتحقيق ذلك.
وفي ختام كلمته أعرب عن إعتقاده بأن الفرص التي يجب أن نستغلها هي أكبر بكثير من هذه التحديات، عند الشدائد تُخلق العديد من الفرص الجديدة إذا ما استطاع الناس التفكير خارج إطار اليوم وغداً وإبقاء أعينهم مفتوحة لرؤية مستقبلهم على المدى الطويل.