سمو الأمير حسن يتناول مواضيع التعليم والفرص والهوية في ملتقى طلال أبو غزاله للأعمال

16 أبريل 2012

الحسن: "لن نتمكن من ترسيخ مفهوم المواطنة وشعور المسؤولية في العالم العربي
ما لم نكن قادرين على وضع نظام تعليمي أفضل وإتاحة فرص أكثر"

عمان---16 نيسان 2012 --- ألقى صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال محاضرة بعنوان "التعليم والفرص والهوية" في ملتقى طلال أبو غزال للأعمال- كلية طلال أبوغزاله للدراسات العليا في إدارة الأعمال ((TAGSB أمام مجموعة كبيرة من الدبلوماسيين والمفكّرين والمسؤولين الحكوميين وأساتذة الجامعات والطلاب.

إستهل الأمير الحسن حديثه قائلا: "لن نتمكن من ترسيخ مفهوم المواطنة وشعور المسؤولية في العالم العربي ما لم نكن قادرين بدايةً على وضع نظام تعليمي أفضل وإتاحة فرص أكثر"، وأضاف: "يكمن التعليم الحقيقي والصحيح في الفرق بين التسرّب النفطي لشركة "BP" في المحيط الأطلسي وشركة "أبل" للكمبيوتر، كما أنه الفرق بين رجال الأعمال كطلال أبو غزاله أو عبد الحميد شومان، مؤسس البنك العربي، وأولئك ممن يعتقدون أنّ ثروتهم تعفيهم من أي شعور بالمسؤولية"، وفي كلمته، حدّد سمو الأمير "نوعية التعليم الصحيحة" بأنه التعليم الذي لا يغرس القيادة فحسب، إنما يرسخ أيضاً الشعور بالهوية-الشعور بالذات.

وخاطب سمو الأمير الطلاب الحاضرين: "لا تستطيع كلية طلال أبوغزاله لإدارة الأعمال إخباركم كيفية إنشاء أعمال ناجحة أو كيفية البدء في مسيرة مهنية ناجحة. لا توجد وصفة سرية، فكل واحد منكم شخص مختلف".

وتابع قائلاً: "إنّي أدرك أنّ برنامج الماجستير الذي يدرسه الكثير منكم هو أول برنامج ماجستير في الوطن العربي يتم اعتماده من قبل مؤسسة الاعتماد الدولي لبرامج إدارة الأعمال (FIBAA)، وتُعدّ هذه أخباراً جيدة لسببين الأول، لأنّها تعني أنّ معرفتكم يمكن تطبيقها والاعتراف بها عالمياً، والسبب الثاني أنّها تعني أنه سيتم تقديركم وفق "ما تملكون من معرفة" وليس وفق "من تعرفون من أشخاص".

وأوضح صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بالقول: "يستطيع الأردن الانتقال بنفسه فقط من خلال الإقتصاد المبني على المعرفة حيث لا يوجد متّسع للإقتصاد المبني على الدعم"، وقد تناول سمو الأمير الحسن في محاضرته موضوع نقص الفرص المتاحة للخريجين مما دفع الكثيرين منهم للسعي إلى الحصول على فرص أفضل في الخارج.
وقال: "سبعون في المائة من أعضاء الهيئات التدريسية في الجامعات الأمريكية ليسوا من أصل أمريكي، حيث تتجاوز أعداد العرب في الكليات في الولايات المتحدة أعداد الهنود والصينيين، وقد حصل الكثير منهم على الجنسية الأمريكية، كما ويقيم الكثير من كبار مفكّري العالم العربي في المنفى وخلال العقود القليلة الماضية، اختار المزيد والمزيد منهم الإنتقال إلى الخارج بمحض إرادتهم".

وقد أكد سمو الأمير على التاريخ العظيم للتعليم العربي، وركز على حقيقة أنّنا توقّفنا ببساطة عن الإستثمار في الإنسان العربي، وأوضح: "طالما قلت على مدى عقود مضت أنّ غياب المعلومات التي يمكننا بناء معرفة عملية على أساسها أدّى إلى الرجوع بهذه المنطقة إلى الوراء إذ تُعدّ المعلومات شكلاً من أشكال الأمن، كما وتوفّر ضمانات وتسهم في صياغة سياسات مستنيرة ويمكن إستخدامها بشتى أنواع الطرق ولهذا السبب أعتقد أنّ واحدة من الأمور التي نحن في أمس الحاجة إليها في هذه المنطقة هي قاعدة بيانات معرفية إقليمية".

وقد أثنى سمو الأمير على مبادرة الدكتور طلال أبو غزاله في تأسيس كلية طلال أبو غزاله لإدارة الأعمال قائلاً: "لا تلتزم الكلية فقط بأهدافها لأن تصبح "هارفارد العالم العربي" ولكنّها أيضاً مؤسسة تضع القيم الأخلاقية جنباً إلى جنب مع الخبرة الأكاديمية والتكنولوجية"، وأضاف الأمير الحسن يقول: "تسهم كلية طلال أبو غزاله لإدارة الأعمال في إعادة بناء الأردن من خلال بناء جيل كامل من الخريجين ولكن لم تعد إعادة البناء أمراً كافياً، وأقول مرة أخرى: التعليم للمواطنة والتعليم للسلام والتعليم للحياة".

ورحب الدكتور طلال أبو غزاله بسمو الأمير الحسن وقدّم شكره لكلمته الطيبة ولرعايته حفل التخريج في كلية طلال أبو غزاله للدراسات العليا في إدارة الأعمال لعام 2010 قائلاً: "صاحب السمو الملكي تغمرنا السعادة لحضوركم وتبهرنا قيادتكم للكثير من المنتديات؛ وقد قمنا بناء على رغبتكم بإنشاء TAGIPEDIA، أول موسوعة إلكترونية عربية، ونعمل كذلك على إنشاء سوق القدس الإلكتروني بالإضافة إلى العديد من المشاريع المبنية على إرشاداتكم".

لقد كان تفاعل الطلبة كبيراً، وكانت جلسة الأسئلة والأجوبة علامة مميّزة أخرى في هذا الحدث.
وفي نهاية المحاضرة، قدّم الدكتور أبوغزاله درعاً فخرياً إلى صاحب السمو الأمير الحسن.