عندما يلتقي فكر وليّ العهد ورؤية طلال أبوغزاله.. التحوّل الرقمي ليس خيارًا
10 يونيو 2025خارطة طريق أردنية نحو المستقبل.. هل تلتقطها الحكومة
بالأمس، رسم سموّ الأمير الحسين بن عبدالله، وليّ
العهد، خارطة طريق واضحة المعالم من شأنها إحداث نقلة نوعية في واقع الأردن وحياة الأردنيين،
مشيرا في كلمته خلال إطلاق فعاليات "منتدى تواصل 2025" إلى أهمية
التكنولوجيا ودورها في تجويد الخدمات المقدّمة للمواطن، إلى جانب الدور المحوري
والأساسي الذي تلعبه في دعم وتقدّم الاقتصادات.
وفي الكلمة التي أكد فيها وليّ العهد على أهمية
المعرفة والابداع والابتكار، والدور الذي يمكن أن يلعبه توظيف التكنولوجيا والذكاء
الاصطناعي في التعليم، أشار سموّه إلى أن "علينا أن نصارح أنفسنا وأن نشير
إلى مواقع التقصير والضعف، وأن نعوض سنوات أضاعها التردد والمماطلة في التنفيذ،
وأن لا نستغرق طويلا في مناقشة الأفكار بل أن تأخذ الأفكار مداها في التجريب
والتطبيق والتطوير والتنفيذ".
خلال استماعي إلى كلمة وليّ العهد التي ينبغي أن
تستنفر حكومتنا، استحضرت مئات المقالات والخطابات والتصريحات التي أدلى بها رئيس
ومؤسس مجموعة طلال أبوغزاله العالمية، الدكتور طلال أبوغزاله، حول أهمية التحوّل
الرقمي في مختلف المجالات وضرورة التركيز على تحفيز الابداع والابتكار لدى الطلبة،
ولكن بكلّ أسف دون أن تأخذ نصائح المفكّر العربي مداها لدى الحكومات المتعاقبة!
وفي هذا السياق، لا بدّ من الإشارة إلى واحد من الكنوز
المعرفية التي ينبغي على كلّ باحث وساعٍ للفهم والتغيير أن يطالعه، وهو كتاب
"لأنني أحبّ الحقيقة - اصدار 2025" والذي ضمّ بين دفّتيه عشرات المقالات
التي تناول فيها الدكتور أبوغزاله ملفّ التحوّل الرقمي والذكاء الاصطناعي إلى جانب
العديد من الموضوعات الهامة والقضايا الساخنة.
ويؤكد الدكتور أبوغزاله في الكتاب على حقيقة أن
"أيّ اقتصاد يريد أن يحجز له مكانا في مستقبلنا الرقمي الحتمي، يجب أن يستثمر
في قدراته الرقمية وبنيته التحتية الرقمية وينمّيهما، فالذين يسيطرون على
التكنولوجيا هم الذي سيسيطرون على العالم"، مشددا على أن "الزمن لن يعود
إلى الوراء.. وأن أمامنا خياران؛ إما الابتكار أو الاندثار".
كما أكد أبوغزاله على أن "التحوّل الرقمي"
هو ظاهرة حتمية، ينبغي علينا التكيّف معها، والتكيّف معها يبدأ من ايجاد نظام
تعليمي جديد يعتمد على التكنولوجيا والمعرفة وتحفيز الابداع والابتكار لدى الطلبة،
مشددا على أن "المدارس المجهّزة بالذكاء الاصطناعي ليست حُلما بعيدا، بل هي
حاضرنا ومستقبلنا".
وهنا، أشير إلى مقترح متكامل قدّمه أبوغزاله لإصلاح
التعليم في الأردن، يستهدف تخريج طلبة قادرين على الابتكار والابداع وبدء أعمال
معرفية تصنع الثروة بدلا من البحث عن وظائف تقليدية، وهو مقترح أكد المفكّر العربي
استعداد مجموعة طلال أبوغزاله للعمل على تحقيقه بكافة تفاصيله.
وبالعودة إلى كلمات وليّ العهد، لا بدّ لنا من أن نحمد
الله أن حبانا بملك هاشمي ووليّ عهد أمين يستشرفان المستقبل ويضعان الحكومات أمام
مسؤولياتها في هذا المجال. وندعو حكومتنا لترجمة رؤى صاحب الجلالة ووليّ عهده إلى
خطط تنفيذية.