الضرورة الملحة للحد من انبعاثات الميثان
20 أكتوبر 2024بصفتي رئيس اتحاد التحضر المستدام، أشعر بضرورة مناقشة المسألة الملحة المتعلقة بانبعاثات الميثان وتأثيراتها الكبيرة على نظام المناخ لدينا. يُعد الميثان، وهو من الغازات الدفيئة قوته 80 مرة أقوى من ثاني أكسيد الكربون، مما يشكل خطرًا كبيرًا على البيئة والصحة العامة على مدى العقدين القادمين. من الضروري أن نتخذ إجراءات لتقليل انبعاثات الميثان من أجل مواجهة تغير المناخ وتحسين جودة الهواء في جميع أنحاء العالم.
خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28) عام 2023، اجتمعت حوالي 200 دولة في دبي لإعادة تأكيد تفانيها في معالجة قضايا تغير المناخ بشكل تعاوني. وكانت النتيجة المهمة لهذا الحدث هي قرار تقديم أهداف معدلة، لتقليل انبعاثات الميثان والملوثات الأخرى بحلول عام 2035 من أجل تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، والحد من التغيرات الكوكبية المحتملة غير القابلة للعكس
تم إطلاق "تعهد الميثان العالمي" في عام 2021 من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وقد دعمت 158 دولة هذا التعهد بهدف تقليل انبعاثات الميثان بنسبة 30%. هذا الهدف الهام يلعب دورًا في مكافحة أزمة المناخ ويتطلب جهودًا تعاونية وحلولًا مبتكرة لتحقيق النجاح. فالتقدمات التكنولوجية مثل أقمار "ميثان سات" و"كاربون مابر" تساعد في مراقبة وتقليل الانبعاثات من خلال توفير بيانات للتدخلات المستهدفة للسيطرة الفعالة على انبعاثات الميثان
إن تقليل انبعاثات الميثان يجلب مزايا عديدة
لكل من الصحة والبيئة، من خلال خفض مستويات الميثان للحد من الوفيات ومعدلات
الربو، بالإضافة إلى تقليل تأثير حالات الطقس القاسية. هذا التحسن لن يعزز الصحة
العامة فحسب، بل سيساهم أيضًا في خلق بيئة أكثر استدامة وقوة
لقد أشار
الاتفاق في COP28 إلى بداية تراجع عصر الوقود الأحفوري، مما
يمهد الطريق نحو تحول سريع وعادل نحو مستقبل منخفض الكربون. كانت إحدى النتائج
المهمة للمؤتمر هي المراجعة العالمية التي أكدت على الأهمية الحيوية لإجراء
تخفيضات كبيرة في الانبعاثات وزيادة الدعم المالي للحد من ارتفاع درجة الحرارة
العالمية إلى 1.5 درجة مئوية. يقدم هذه التقييم الشامل دليلاً للدول لتعزيز
استراتيجياتها لمواجهة تغير المناخ من خلال التأكيد على أهمية تضمين جميع أنواع الغازات
الدفيئة عبر القطاعات والفئات.
يعد التقدم أمرًا حاسمًا للحكومات والشركات لتحويل هذه الوعود إلى نتائج ملموسة بسرعة، حيث إن الأدلة واضحة. للحد من الاحتباس الحراري إلى 1.1 درجة مئوية، نحتاج إلى التخلص من الوقود الأحفوري وتقليل انبعاثات غازات الدفيئة العالمية بنسبة 43% بحلول عام 2030. يتطلب ذلك تقليصًا كبيرًا في انبعاثات الميثان التي تساهم بحوالي ثلث الاحترار الحالي الناتج عن الأنشطة البشرية
تتطلب المعركة ضد تغير المناخ اتخاذ خطوات حازمة على الفور. وبصفتي مستشارًا دوليًا في مجال تغير المناخ والتنمية المستدامة، أوصي بشدة بأن تعطي جميع الأطراف الأولوية القصوى لتقليل انبعاثات الميثان في خططها المناخية. من خلال تبني التطورات وتحديد أهداف طموحة لأنفسنا، يمكننا وضع الأساس لمستقبل مستدام ومتين ومقاوم لتحديات المناخ.