المعرفة والتعليم ومستقبل البرمجة التفاعلية
31 يناير 2024عمان-منصة طلال أبو غزالة للاعلام المعرفي
من المؤكد أن المشهد العالمي للبرمجة التفاعلية المعروفة بالذكاء الاصطناعي يتطور بوتيرة غير مسبوقة، حيث أصبحت التطورات في التعلم الآلي والأتمتة وتحليل البيانات جزءًا لا يتجزأ من الصناعات المختلفة.
وبما أن السياسات والبرامج التعليمية بمثابة العمود الفقري لقدرة أي دولة على التكيف مع عصر البرمجة التفاعلية والازدهار تبرز أهمية تجهيز صانعي السياسات في العالم العربي للتعامل مع تعقيدات هذه البرمجة في التعليم بما يمهد الطريق في نهاية المطاف لرعاية أجيال المستقبل من المبتكرين والمفكرين والقادة وتنويع اقتصادات بلداننا ودفعها إلى طليعة الابتكار التقني.
وبصفتي أول مؤلف كتاب نُشر مؤخرًا يتعمق في عالم "البرمجة التفاعلية" في سياق الذكاء الاصطناعي، كان هدفي هو تقديم رؤية شاملة لهذا المفهوم المتطور، فمن خلال استكشاف البرمجة التفاعلية، أسعى إلى تزويد القراء بفهم دقيق لاستخدامها الأمثل مع تعزيز المعرفة بنقاط القوة والضعف الكامنة في هذه التكنولوجيا، وجهدت بتحديد هذه القيود، وخلاصة خبرتي لتسهيل الفهم العميق للتحديات المتأصلة في هذه التقنيات الديناميكية.
وأقول إن الفهم الشامل للبرمجة التفاعلية هو أمر بالغ الأهمية لضمان أن شبابنا في المنطقة العربية مجهزون جيدًا للتنقل والمساهمة في المشهد العالمي المتطور، وهذا يتطلب أن نبدأ على عجل في تعزيز جاهزية صانعي السياسات التعليمية، بما في ذلك تحديد مفاهيم البرمجة التفاعلية الأساسية التي ينبغي دمجها في المناهج الدراسية، وأهمية تعزيز التعاون متعدد التخصصات، ودور الشراكات بين القطاعين العام والخاص في توفير الموارد والخبرات من خلال دراسة النماذج الناجحة عالميا والنظر في التحديات والفرص الفريدة في سياق عالمنا العربي.
لا بد لنا من تحديد التحديات التي يفرضها التقدم السريع في البرمجة التفاعلية، والفوائد المحتملة لدمج تعليمها في المناهج العربية، وكذلك أيضا لابد من تحديد دور واضعي السياسات والبرامج التعليمية في إنشاء نظام يغذي معرفة القراءة والكتابة في مجال البرمجة التفاعلية والطرق الأمثل لتشكيل المعرفة.
ويجب ضمان ألا تقتصر مزايا البرمجة التفاعلية
على قلة قليلة، بل أن تكون في متناول السواد الأعظم أي" سد الفجوة الرقمية"،
وتعزيز بيئة شاملة حيث يمكن للأفراد من خلفيات متنوعة فرصة لتعزيز الابتكار وتوسيع
الوصول إلى المعرفة.
ومن الناحية العملية، فإن هذا الأمر ينطوي على
تفكيك الحواجز التي قد تعيق الوصول إلى أدوات البرمجة التفاعلية ومواردها
والتعليم، وهذا طبعا يتجاوز مجرد توفير الأجهزة والبرمجيات؛ وهو يشمل المبادرات
التي تمكن الأفراد من فهم مشهد هذه البرمجة والمشاركة فيها.
هذه دعوة للعمل والتعاون في بناء نظام بيئي
شامل للبرمجة التفاعلية يعمل على تمكين الأفراد في عالمنا، وتحفيز الابتكار، ودفع
المجتمع نحو مستقبل أكثر إنصافًا وازدهارًا.
طلال أبوغزاله