معهد كونفوشيوس وتشكيل دبلوماسية المستقبل
29 يناير 2024قبل عقود أدرك المفكر العربي الدكتور طلال أبو غزاله قوة الدور المحوري الذي تلعبه الصين في تشكيل المشهد العالمي، فجهد قبل 15 عام على تعزيز التفاهم المتبادل من خلال نشر المعرفة، وخاصة في مجالات اللغة والثقافة الصينية، في عالم يكون فيه التفاهم بين الثقافات حجر الزاوية في العلاقات الدولية.
فأسس الدكتور أبو غزاله عام 2008 معهد طلال أبوغزاله كونفوشيوس المركز الرسمي الوحيد في الأردن المخصص لتعليم اللغة الصينية، وبناء الجسور التي تتجاوز الحواجز اللغوية والثقافية، وتعزيز مناخ التعاون والاحترام المتبادل، بمدرسين معتمدين من جامعة ولاية شنيانغ في بكين ومعهد كونفوشيوس، ومختصون في تدريس اللغة الصينية لغير الناطقين بها.
ومجددا يثبت المعهد نفسه كركن معرفي ديناميكي يعزز تجربة ثرية للراغبين بتعلم اللغة الصينية، وهذا سر حصوله على جائزة التميز كأفضل مركز اختبارات للغة الصينية على مستوى العالم، حيث أثبت قدرته على تجاوز تعليم اللغة التقليدية، وتقديم نهج شامل ومبتكر لتعلم "الماندرينية"، ونجح بتجاوز الفروق الثقافية الدقيقة والسياقات التاريخية.
لا تعترف هذه الجائزة بالمكانة الحالية للمعهد فحسب، بل تسلط الضوء أيضًا على سعيه المستمر لتحقيق التميز حين شكل منذ تأسيسه قبل 15 عام لحظة محورية في مجال التبادل الثقافي والإثراء اللغوي، إذ كان الهدف الأساسي وراء تأسيسه من شقين؛ تقديم اللغة والثقافة الصينية إلى جمهور أوسع، وتعزيز فهم متبادل أعمق بين الثقافتين العربية والصينية.
وتعود تسمية المعهد "كونفوشيوس" لتكريم التأثير الدائم لأفكار كونفوشيوس، والتي تردد صداها في الصين وخارجها لما يقرب من ألفي عام، ويعكس اختيار هذا الاسم الهدف الأسمى لمواءمة المعهد مع قيم الحكمة والتعليم والتبادل الثقافي التي جسدها، ومع استمرار المعهد في التطور، فإنه يمثل شهادة على التأثير الدائم للدبلوماسية الثقافية والمبادرات التعليمية في تعزيز التفاهم والتقدير المتبادل عبر الحدود.
ويضم المعهد الذي تم تصميمه لتوفير بيئة تعليمية استثنائية بأحدث الوسائل التعليمية التقنية مكتبة شاملة تضم مجموعة واسعة من كتب اللغة الصينية والمواد التعليمية متعددة الوسائط التي تغطي مجالات متنوعة بما يعزز بيئة تعليمية شاملة تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد اكتساب اللغة لتشمل جوانب مختلفة من الثقافة والمعرفة الصينية.
أحمد توفيق