صمود الأونروا في وجه الحصار رحلة العون في وجه الصعوبات بغزة

28 يناير 2024

بعد أن تمزقت السماء فوق قطاع غزة بصواريخ القتل والدمار، وبينما يترنَّح العالم على حافة الصمت، تبرز وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا" كواحة إنسانية تتحدى الظروف القاسية بشجاعة وإخلاص، وتبذل جهودها من أجل تخفيف ألم الفلسطينيين جميعا وتعزيز صمودهم.

لا يخفى على أحد حجم المأساة التي يكابدها أهلنا في قطاع غزة والحصار الخانق المفروض عليهم من قبل الاحتلال الصهيوني، ومحاولته قتل كلّ وسائل الحياة في القطاع بهدف تهجير الفلسطينيين عن أرضهم، إلا أنّ هذا الهدف يتكسّر على صخرة صمود الغزيين التي تزيد "اونروا" صلابتها لتبقى صامدة في وجه عاصفة العدوّ الصهيوني.

وفي هذا السياق، تابعنا خلال الفترة الماضية الهجوم على "اونروا" عبر وسائل الإعلام الصهيونية، بل والتقرير السري لوزارة الخارجية الصهيونية الذي يتحدث عن مساعٍ صهيونية لتقليص عمل "اونروا" في غزة، والزعم بوجود علاقة بين المنظمة الأممية والمقاومة! إنها رواية صهيونية مشينة وسخيفة، تستخف بعقول العالم كما هو حال كلّ الروايات والسرديات الصهيونية..

اليوم، من الواجب علينا جميعا الدفاع عن "اونروا" باعتبارها منظمة أممية تخدم اللاجئين الفلسطينيين وتعينهم على مواجهة الظروف القاسية التي خلّفها احتلال أرضهم وتهجيرهم، فهذه المنظمة تمدّ يد العون للأطفال الذين يعانون من نقص الغذاء ونقص الرعاية الصحية، كما تقدّم الخدمات التعليمية وغيرها من الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطن.

تؤدي "اونروا" في قطاع غزة مهمة انسانية كبيرة، ويتحمّل العاملون لدى هذه المنظمة أعباء كبيرة جدا، ويكفي أن نشير إلى أنها قدّمت أكثر من (142) شهيدا خلال العدوان الأخير فقط، ورغم كلّ المخاطر التي تحيق بهم إلا أنها تتمسّك بأداء مهامها تجاه شعبنا في غزة.
هذه المنظمة الإنسانية ليست مؤسسة عادية، بل حضن يواسي الفلسطينيين وخاصة اللاجئين الفلسطينيين، أو لنقل العائدين الفلسطينيين كما أسماهم المفكّر العربي الدكتور طلال أبوغزاله الذي اقترح سابقا تغيير اسم المنظمة لتصبح "وكالة غوث وتشغيل العائدين الفلسطينيين" في تأكيد على حقّ العودة، وبالمناسبة فإن أبوغزاله تخرّج من الجامعة عام 1960 بمنحة دراسية من "اونروا".

حسان الهامي