انتهاء الاحتلال: المفتاح لتحقيق السلام والعدالة في فلسطين

25 يناير 2024

هناك احتلال يجب أن ينتهي، فإذا انتهى الاحتلال تنتهي كلّ المشكلات. هذا هو المنطق الذي يجب أن يتحدّث به كلّ عربيّ ومنصف في هذا الكون عندما يتناول القضية الفلسطينية وحرب الإبادة التي تشنّها قوات الاحتلال الصهيوني هذه الأيام ضدّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فهذه الحرب لن تنتهي إلا بانتهاء الاحتلال، تماما كما قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي في جلسة مجلس الأمن الأخيرة.

صحيح أن هناك موقفا وجهودا دبلوماسية أردنية كبيرة، وموقفا مصريّا مقدّرا برفض تهجير الغزيين، لكن المطلوب عربيا هو التوحد خلف الموقف الأردني المطالب بإنهاء الاحتلال باعتبار ذلك السبيل الوحيد لإنهاء الحرب على الفلسطينيين.

يقول المفكّر العربي الدكتور طلال أبوغزاله في مقابلة عبر قناة الشمس المصرية، إن الحديث عن مفاوضات ومحاولات استصدار قرارات من مجلس الأمن أو الأمم المتحدة لن يُنهي الحرب على الإطلاق، واصفا ذلك بأنه "هروب من المشكلة الأصلية وهي الاحتلال، وأن الحلّ لهذه المشكلة يكمن بما قاله وزير الخارجية الصفدي وهو انهاء الاحتلال".

وفي هذا السياق، يتساءل أبوغزاله ويتحدى أي شخص بأن يأتي باتفاقية التزم العدوّ الصهيوني بها، فهناك نحو (90) قرارا أصدرتها الأمم المتحدة بخصوص الاحتلال دون أن يلتزم العدوّ بأيّ منها، مجددا التأكيد على أن هناك "شيء واحد بيد العرب، وهو تحقيق انهاء الاحتلال".

ويتابع أبوغزاله، أن ما نشهده اليوم هي حرب تحرير؛ حرب محتلّ على شعب يريد ان يتحرر، ولن تنتهي إلا بإنهاء الاحتلال، فكلّ احتلال في الدنيا له نهاية، وهذه المعركة هي معركة انهاء الاحتلال وتحرير الأرض المحتلة، فعملية طوفان الأقصى التي انطلقت في 7 اوكتوبر، ليست البداية، لكنها نتيجة لنفاد صبر الفلسطينيين على الانتهاكات والمجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال على مدار (75) سنة، ونفاد صبرهم على مفاوضات وعملية سلام لم تنته نتيجة رفض الاحتلال الاستجابة لكلّ هذه المفاوضات.

7 اوكتوبر هي حرب تحرر، ودماء عشرات آلاف الشهداء التي روّت أرض فلسطين في هذه الحرب هي ثمن تحرير الأرض المحتلة، فكلّ الدول التي تحررت دفعت ثمن التحرير من أرواح أبنائها، فلا يوجد أرض تحررت ومُحتلّ دُحر بالمفاوضات والكلمات، بل بالقوة والمقاومة..

أما ما بعد الحرب على غزة، فهو التحرير بلا شكّ، وعند التحرير سيقرر الشعب الفلسطيني نفسه مصيره ومستقبله.

أحمد توفيق