إطلاق الإمكانات الوطنية الاقتصادية في ظل المقاطعة
24 يناير 2024عمان-منصة طلال أبو غزالة للاعلام المعرفي
من المؤكد أن المقاطعة الاقتصادية، باعتبارها شكلاً من أشكال المقاومة المدنية، توفر وسيلة مؤثرة للأفراد والمجتمعات للتعبير عن احتجاجهم ومعارضتهم للسياسات والإجراءات التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي، كما أنها توفر مساحة واسعة لممارسة الضغوط على البضائع والشركات الداعمة للكيان.
ومعروف أن الضغط الاقتصادي من خلال مقاطعة المنتجات أو المؤسسات أو الكيانات المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي يشكل أداة فعالة في تحدي الظلم والوحشية، ويسهم في استراتيجية أوسع تهدف إلى التأثير على قرارات السياسة، وتعزيز المساءلة، وتعزيز الالتزام بمبادئ العدالة والمساواة.
وتعكس المقاطعة، الترابط المتزايد بين المعايير الأخلاقية والجوانب الاقتصادية والسياسية، رغم ما تتعرض له أحيانا من جدل وانتقادات بحجة تأثيرها السلبي على الشركات التي قد لا تكون لها علاقات مباشرة بالسياسات خاصة الفروع المحلية للوكالات العالمية، ما يضيف طبقة من التعقيد إلى المشهد الاقتصادي المعقد بالفعل.
ومع احترامي لجميع الآراء غير أنني أرى المقاطعة المستمرة ضد الشركات الداعمة للكيان الصهيوني فرصة فريدة للعالم العربي لإعادة بناء اقتصاده والتخفيف من تدفق العملات الأجنبية إلى الخارج، بشرط أن يتزامن هذا التحول مع أجندة اقتصادية أوسع تركز على تعزيز الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الواردات.
كما توفر المقاطعة فرصة كبيرة ومحورية لتقدم الصناعات المحلية والعربية، بل وربما فتح آفاق واعدة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية والإسلامية. لكن وقبل ذلك المطلوب من الحكومات والقطاع الخاص على حد سواء الاستعداد لتسخير هذه الفرص الاقتصادية، والاستفادة منها استراتيجيا لتعزيز الاستقلال الاقتصادي وتعزيز عملية صنع القرار السيادي الوطني.
وفي التعامل مع هذه الفرص والتحديات، هناك تحول نموذجي نحو الاعتماد على الذات اقتصادياً، مما يؤكد الحاجة إلى قيادة حكيمة وجهود تعاونية لصياغة مشهد اقتصادي أكثر قوة واكتفاء ذاتياً في العالم العربي، لاسيما أن تعزيز الاستثمارات المحلية والأجنبية أمر بالغ الأهمية للتنمية الاقتصادية وتوسيع نطاق الفرص الاستثمارية المتاحة.
وفي الختام ارى كذلك ضرورة تعزيز الوعي الاستهلاكي العربي لرفع مستوى الوعي حول الخيارات البديلة من المنتجات المحلية والعربية، وتشجيع اتخاذه قرارات رشيدة.
طلال أبوغزاله