أبوغزاله والرؤية الثابتة لتحرير فلسطين

23 يناير 2024

مع إشراقة شمس كل يوم فوق بساتين الزيتون وكروم العنب وبيارات البرتقال المترامية الأطراف في كل مدن فلسطين، يجسد الدكتور طلال أبوغزاله وعلى رؤوس الأشهاد صمود شعب نجا من عواصف التاريخ، فتحمل كلماته ثقل الأجيال، وتجسد الالتزام بالبقاء صامدين في مواجهة الاحتلال، والبطش والإبادة والتهجير، ويردد مشاعر الشعب الفلسطيني الذي يواجه رياح النزوح والصراع والحنين العاتية.

وبينما يراقب العالم مد وجزر الإبادة الجماعية في قطاع غزة، فإن موقف الدكتور أبوغزاله، الحازم تذكير بأن السردية الفلسطينية ليست فصلاً عابراً في التاريخ، ولكنها ملحمة دائمة ما تزال تتكشف لشعب أقسم على البقاء ثابتاً في تصميمه على تشكيل مصيره.

كلمات أبو غزاله، تلخص روح شعب شهد التهجير والحرمان لكنه اختار أن يرسخ نفسه في أرض أجداده، ورفض  أن يكون "ضيفا"، بينما أرضه تحت الاحتلال، حيث يجد الشعب الفلسطيني نفسه غارقًا في صراع عميق مع أعتى جلادين عرفتهم البشرية من أجل حقه الأصيل في التحرير، وهي رحلة لطالما كانت مليئة بالتضحيات والمقاومة.

يؤكد أبو غزاله، أننا نواجه رواية تتجاوز المفاهيم التقليدية للصراع، وتمتد إلى ما هو أبعد من مجرد معركة بين قوتين أو دولتين متكافئتين، وبدلاً من ذلك، فإنه يتكشف كنضال حازم لشعب يتوق إلى استعادة الحقوق والحريات الأساسية التي سُرقت بشكل منهجي في الظل الدائم للاحتلال الذي استمر لفترة شاقة، متجاوزًا العتبة الخمسة وسبعين عامًا.

وفي مواجهة مثل هذا النضال الطويل، تصبح حرب التحرير شهادة على الروح الإنسانية التي لا تتزعزع، والتي يغذيها الالتزام الذي لا يتزعزع بالعدالة الإنسانية، وحق تقرير المصير، واستعادة الإرث الذي سعى ويسعى الاحتلال إلى تقويضه.

إن التزام الدكتور طلال أبوغزاله الثابت بالقضية الفلسطينية يرمز إلى الروح الصامدة لشعب صامد في سعيه للتحرر والحق في العيش بكرامة، ومن خلال أدواره ومناصبه المتنوعة، يؤكد الدكتور أبوغزاله باستمرار على المبدأ الأساسي القائل بأن كل شكل من أشكال الاحتلال في جميع أنحاء العالم يجب أن ينتهي، لأن الطريق إلى تصحيح هذا الظلم العميق يكمن في السعي الدؤوب لحرب التحرير. 

ومن خلال تجديد دعمه المستمر للشعب الفلسطيني، يعزز الدكتور أبوغزاله الدعوة إلى حل عادل، مؤكدا على أهمية تفكيك الهياكل القمعية وتعزيز بيئة يستطيع فيها جميع الأفراد ممارسة حقوقهم بحرية، فموقفه المبدئي بمنزلة منارة أمل للقابعين خلف قضبان الظلم والطغيان المناضلين من أجل العدالة، وهو ما يعكس الشعور العالمي بأن النضال من أجل التحرير هو خطوة محورية نحو عالم خال من أغلال الاحتلال تسوده المساواة والعدالة وحقوق الإنسان.

ويرى أبو غزاله، أن بين حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، والغزيين رابطة عميقة لا تنفصم، وبرزت كرمز فريد لجذوة الصمود والمقاومة، يجسدون روح التضحية والوحدة الجماعية، إذ أدى تشابك مصائرهم إلى تآزر قوي، حيث لا يتحمل سكان غزة الصمود فحسب، بل يشاركون بنشاط كمدافعين في النضال وإسناد المقاومة، وأن هذه الوحدة، التي تتسم بإحساس مشترك بالهدف والتضحية، تؤكد تصميمهم الجماعي على مواجهة الاحتلال البغيض وتحدى الضغوط الخارجية.

وكما يقول أبو غزاله، أن الحرب قد تستمر بما تحمله من مآس، فإن ركائز الصمود الدائمة والإيمان الراسخ بالحقيقة المتأصلة ستكون بمثابة أضواء توجيهية نحو النصر ودحر الاحتلال بالإيمان والتصميم الدائمين لصبح كل لحظة من المقاومة خطوة نحو النصر النهائي.

حسان الهامي