الحزام والطريق: رؤية إيجابية لتعزيز التعاون الدولي والاستدامة الاقتصادية

26 نوفمبر 2023

عمان-منصة طلال أبو غزالة للاعلام المعرفي

قبل أيام، انعقدت الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، وذلك بعد (10) سنوات على إطلاق هذه المبادرة المهمة والرائدة، والتي تهدف إلى تعزيز الثقة في المستقبل والنظرة الايجابية نحو التعاون الدولي وتحقيق الرخاء والسلم العالمي.

يعتبر طريق الحرير أنموذجًا بارزًا للجهود المشتركة التي تقودها الصين في تطوير البنية التحتية وتعزيز التعاون بين الدول والمنظمات الدولية، حيث تقوم هذه المبادرة على مبادئ واضحة أساسها التشاور والتشاركية والمنفعة المتبادلة، وهذه المبادئ هي أساس تحقيق التعددية وضمان حوكمة عالمية منصفة وعادلة. ونظرًا لالتزام العديد من الدول والمنظمات الدولية، تم توقيع أكثر من 150 اتفاقية تعاون بشأن مبادرة الحزام والطريق، وقد امتدت هذه المبادرة لتشمل مناطق مختلفة في العالم، من القارة الاسيوية إلى أفريقيا وأمريكا اللاتينية.

ما يجعل مبادرة الحزام والطريق أكثر إيجابية هو تزايد التركيز على الاستدامة والبيئة، حيث تشهد المبادرة تحولًا تدريجيًا نحو الاستخدام الأمثل للموارد البيئية، بما في ذلك الطاقة الشمسية والتي تعد الصين الدولة رقم واحد في العالم في تصنيع الالواح الشمسية، وطاقة الرياح والطاقة المائية والنقل الأخضر وبالتالي، تعتبر مبادرة الحزام والطريق واحدة من الوسائل الرئيسية للاستثمار في المشاريع الخضراء.

لقد عبر الرئيس الصيني شي جين بينغ عن التزام بلاده بتعزيز التعاون مع دول العالم في إطار مبادرة الحزام والطريق لتحقيق التنمية والرخاء للمجتمعات. هذا التعهد يشير إلى رؤية إيجابية تتضمن العمل مع جميع الأطراف المعنية لتحقيق الرفاهية والازدهار للبلدان المشاركة.

تشير الاحصائيات إلى أن مبادرة الحزام والطريق قد ساهمت في رفع مستوى المعيشة وتقليل معدلات الفقر في العديد من البلدان المشاركة، حيث ساهمت في انقاذ زهاء 40 مليون شخص من الفقر بمختلف الدول، كما جذبت هذه المبادرة استثمارات ضخمة بقيمة تصل إلى تريليون دولار أمريكي على الصعيد العالمي. وقد أدت إلى تنفيذ أكثر من 3,000 مشروع وتوفير أكثر من 420,000 وظيفة عمل خلال العقد الماضي.

ومن المهم أيضًا التأكيد على الأثر الإيجابي المتوقع لمبادرة الحزام والطريق على الناتج المحلي الإجمالي العالمي وفقًا لتقرير من مؤسسة الاستشارات الاقتصادية العالمية (سيبر)، من المرجح أن تسهم هذه المبادرة في زيادة الناتج المحلي الإجمالي العالمي بمقدار 7.1 تريليون دولار أمريكي سنويًا بحلول العام 2040.

علينا أن نسلط الضوء على دور مبادرة الحزام والطريق في تعزيز تبني التكنولوجيا الخضراء والطاقة المتجددة. وبوصف الصين كأكبر دولة مصنعة للألواح الشمسية وتوربينات الرياح والبطاريات والمركبات الكهربائية في العالم، فإنها تتحول إلى قوة دافعة لتمكين الاقتصادات الناشئة والدول النامية من تبني التكنلوجيا.

طلال أبوغزاله