قضية "وديعة طلال أبوغزاله": ما وراء الجوانب الشخصية طلال أبوغزاله: قدوة للناجحين ومدافع عن حقوق المودعين

11 أغسطس 2023

بقلم: إحسان القاسم

لعل ما قاله تشي جيفارا "إن الحياة كلمة وموقف"، و"أن الجبناء لا يكتبون التاريخ، بل يكتبه من عشق الوطن وقاد ثورة الحق وأحب الفقراء" ينطبق تمامًا على المفكر العربي الاقتصادي الدكتور طلال أبوغزاله، الذي لا يزال وبشكل يومي يدافع بقوة عن حقوق المودعين في البنوك اللبنانية، أبوغزاله، الذي اسمه يشكل جواز سفرًا للناجحين وقدوة للمبدعين الراغبين في التميز دون كلل أو ملل، يستمر يوميًا في سعيه لإحقاق الحق له وللمودعين ولبلد عربي أحبه هو وأهله، وللذين تعرضوا للظلم، وعلى الرغم من الصمت العالمي المثير للشك بشأن قضية المودعين في البنوك اللبنانية و التي هزت أركان العالم، إلا أنه لا يوجد من يستمع إلى أنين الناس الذين تعرضوا للاستغلال، هذا الواقع المؤلم جعل بعض المغرضين يروجون لفكرة تجاوز دفاع الدكتور طلال عن حقوق المودعين، وهو الذي يقف منذ اليوم الأول للقضية رافعاً شعار حقوق المودعين حق وماحصل جريمة ضد الأنسانية وضد شعب عربي أصيل سعت أيدي الخراب إلى إبادة المودعين ماليًا وتجويع الشعب اللبناني الشقيق.

حاول بعض المتكسبين والمهرولين تجاه الظلم والفساد والافساد تصوير قضية "وديعة طلال أبو غزالة" كقضية شخصية، وهو مالاننمره  قد تحتوي على جانب شخصي ولكن الجانب الأكبر هو سيرة الدكتور طلال الذي لم يكن يوماً إلا مدافعا عن الحق والجميع يعلم ذلم، و من يعرف ويستمع ويقرأ للدكتور طلال يعلم أن الدافع الرئيسي وراء ذلك هو أنه كان ومازال مدافعًا عن الحق مهما كلف الثمن، ومن يرغب في الاستزادة من المعرفة يمكنه مراجعة المحاكم التي أصبحت قضايا طلال أبوغزاله مرجعية فيها، حيث يدافع في العديد من القضايا عن الحقوق التي تم انتهاكها أو الاعتداء عليها.

يقدم الدكتور طلال رسائل حول العالم في دقيقة واحدة، يشير فيها إلى صمت العالم عن قضية بمئات الملايين من حقوق المودعين تم انتهاكها بقرار غير مسبوق مثير للشك، متسائلا عن كيف يمكن للمجتمع أن يتحرك في ظل رغبته في تعزيز الانقسام والضعف وأضعاف بلد عربي وشعبه.

في الوقت نفسه، يخبرنا المفكر العربي أنه يبدو أننا سنواجه الكثير من الصعوبات في الأشهر المقبلة، مع زيادة القلق في الأسواق العالمية، وهذه مجرد البداية ويتوقع أن يكون الأسوأ هو ما لم يأت بعد، في حين تستولي البنوك اللبنانية على ودائع بمئات الملايين، وربما المليارات، ويشهد البلد الشقيق بين الحين والآخر أعمال عنف ومحاولات لاسترداد أموال المودعين من البنوك اللبنانية بالقوة، وفي الوقت نفسه، تظل الولايات المتحدة واقفة على الحياد في وجه حالة التفكك والانقسام التي نشهدها.

تختفي أموال بقيمة مئات الملايين، وربما بالمليارات، في لحظة واحدة بسبب تآمر بعض المتكسبين والمستفيدين على تعب وجهد الناس. في الوقت الذي، تشير فيه التقارير الأخيرة الصادرة عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي إلى أن اقتصادات العالم تواجه توقعات قاتمة في هذا العام (2023)، حيث تشير عدة عوامل إلى ركود طويل الأمد، بما في ذلك انخفاض النمو والمؤسسات المالية الهشة.

لعل الراغب في دراسة الاقتصاد والعلوم أن يقوم بمراجعة كتب طلال أبوغزاله، ومن الواجب على المجتمع الدولي منحه جائزة نوبل في الاقتصاد، تمنحت سابقًا للاقتصادي الأمريكي "ميلتون فريدمان". فما قدمه طلال أبوغزاله في مجال الاقتصاد والمعرفة يفوق بكثير ما قدمه بعض الحاصلين على تلك الجائزة.

وفي العالم العربي اليوم، هناك مدرسة وجامعة يمكن للطلاب أن يتعلموا فيها ما يختارون من العلوم، وهناك مدرسة تُعرف باسم "مدرسة طلال أبوغزاله"، وهذه المدرسة لا تقل أهمية عن مدرسة "كونفوشيوس" لدى الصينيين. فطلال أبوغزاله هو أثرى مكتبة عربية في مجال الاقتصاد والعلوم والمعرفة، مما يكفي ليكتسب لقب "كونفوشيوس".