طلال أبوغزاله يقول: لم يعد في الدنيا هدف إلّا الابتكار

27 سبتمبر 2020

د. مشيرة عنيزات
27-09-2020

لا شيء في الدنيا أسمى من أن تجد لك مكانًا تحمل فيه سلاح التميز، وتنطلق برفع راية المنافسة والانتصار، فالابتكار هو سلاح للتميز لا يشترى إلا بالتجديد وبالعمل المخلص الدؤوب، في الابتكار شغف بلا حدود وتطلع للنجاح، وإثبات المسؤولية والقدرة على الإنجاز. كم رائع أن نشهد مؤسسات تعليم عال تعنى وتولي اهتماما للابتكار وتتوجه إلى الشباب تكريمًا لهم ويقينا بدورهم واستغلالًا لطاقاتهم، يشهد الأردن صروحا تعليمية متميزة تختص في مجال الابتكار وتدمجه مع الدراسات العليا وتربطة بأن يكون شرطًا للتخرج مثل " كلية طلال أبوغزاله الجامعية للابتكار"، وتعنى بالابتكار وتجعل منه حلًا ومنقذًا للشباب ليصبحوا قادة ويتخرجوا قادرين معيلين. إن مثل هذه الكليات تستقطب الشباب لتأخذ بيدهم إلى القمة وتؤمن بدورهم وقدرتهم على الابتكار. فالمؤسسة التي لا توجّه شبابها لفكر الابتكار لم يعد لها مكانًا بينهم.

يقول طلال أبوغزاله: "الشباب هم مصدر الابتكار والإلهام والريادة، وهم المساهم الرئيس في التغيُّر والتحوُّل في عالمنا. أنا أخاطب الشباب قائلًا: كل ما يمكن أن يهزمك يا ولدي هو الإحباط، وكل من يحبطك فهو عدوك، فلا تسمح لأحد أو لشيء أن يحبطك. ويجب أن تدركوا يا أبنائي أن لكل شيء في الدنيا ثمنا، وثمن النجاح هو «متعة» التعب".

التربية على الابتكار أفضل عمل يمارسه الوالدين في حق أطفالهم، إنهم يصنعون قدرات بشرية خارقة، يخلقون الإبداع في نفوس أطفالهم، ويرغبونهم بالإنجاز والخروج عن المألوف ويصنعون لهم جوًّا من الإبداع.. والمحصلة عظماء في المستقبل يفيدون بلدانهم ويصبحون فخرًا لأسرهم. يشعرني بالسعادة أن شبابنا أصبحوا اليوم واعيين أكثر ومبدعين أكثر ويعلمون ما يحتاجه المستقبل فيزرعون الابتكار في نفوس أبنائهم ويهيئونهم ليصحبوا روادًا معتمدين على أنفسهم، فلم يجدوا للإحباط طريقا يؤثر عليهم لأنهم وجدوا من يقودهم ويوجههم إلى صناعة حياتهم.

ويقول الكاتب الأمريكي كينت كيث "إن أعظم الرجال والنساء هم الذين يحملون أفكارا عظيمة"، فلم تعد الشهادات والمناصب لها قيمة ولم تعد تعني الكثير دون استغلالها في الإبداع والابتكار، فمن يقود العالم اليوم هم المبدعون والمبتكرون وليس من يحملون الشهادات العليا.
إن صناعة نموذج شبابي يتقن مهارات العمل والمهنة لأجل الحصول على وظيفة، وتأمين قوت يومه وعائلته فقط، لم يعد مجديًا و سيجعلنا نسير في الخلف متأخرين عن مواكبة الإبداع والابتكار في العالم وسيجعلنا نستمر في عجزنا.. أما التقدم والتكنولوجيا، فشبابنا قادر ولديه الإمكانيات العقلية ولكنه بحاجة لمن يوجهه ويكون عونًا له ويؤمن بأفكاره وقدرته على الابتكار.