طلال أبوغزاله يقول": تحملوا وزر هذا الجيل
05 أكتوبر 2020د. مشيرة عنيزات
05-10-2020
في ظل ما يمر به العالم بشكل عام والأردن بشكل خاص من ظروف استثتائية بسبب فايروس كورونا، اجتاحت مجموعة من الهاشتاغات مؤخرا وسائل التواصل الاجتماعي تحت مجموعة من العناوين اذكر منها:
#مقاطعة_التعليم_عن_بعد، #التعليم_بالجامعة_حقي، #لا_علم_ولا_تعليم_ولا_فائدة، #التعليم_عن_بعد_ظلم، #بدنا_نداوم، واخترقت وسائل التواصل الاجتماعي بقوة، وهو ما يعد بمثابة اضراب إلكتروني، لرفض التعليم عن بعد بصورته الحالية والبالية وتصفه بالنظام التعليمي الفاشل والظالم، وانتشر القيل والقال وعدم الرضا واتهام الحكومة بالفشل خاصة بعد أن قطعت الوعود بعدم اعتماد هذا النوع من التعليم إلا للضرورة القصوى، وبعد تأكدها من أن البنية التحتية لديها جاهزة ومؤهلة للطلاب والمعلمين، وهذا ما عانى منه عدد من أولياء الأمور وابنائهم في الفصل الماضي بسبب سوء البنية التحتية وعدم امتلاك الطلبة لأجهزة حاسوب أو هواتف خلوية لحضور الحصص الخاصة بالمنصات التعليمية وعدم تهئية المعلم وولي الأمر والطالب، مما اضطرها إلى تبرير التحول إلى التعليم عن بعد… تعد المدارس بؤرا لانتشار الفايروس ، وهو ما زاد الطين بلة وجعلها في موقف لا تحسد عليه عندما فتحت باقي القطاعات الأخرى الترفيهية.
هل تعتقدون أن أماكن التعلم بؤرة لانتشار الفايروس بينما أماكن الترفيه والمقاهي والفنادق هي بؤرة لاكتساب المناعة ضده…، أنتم تخاطبون شبابًا واعيًا وناضجًا فلا مجال للاستخفاف بعقولهم، أن أكبر الخسائر لن تظهر الآن ولكن ستظهر بعد أن يتخرج أول فوج ممن مارس التعليم عن بعد وعانى منه، ستتحملون وزر هذا الجيل وستتحملون أعباء أخطائكم، وستنجبون طبيبًا فاشلًا ومعلمًا لا يستطيع القراءة، كفاكم استخفافا وتهورا.
يقول طلال أبوغزاله "إن تغير ما في التعليم أمر لا مفر منه، وهو أمر حاصل فعلا إذ شاهدنا أشكالا جديدة من التعليم والتعلم قد ظهرت لاستيعاب العولمة وقفزات التقانة. إن باعث الكثير من المطالبات لتغيير التعليم، أن النظم التعليمية الحالية قد فشلت في معالجة تحديات اليوم والمشاكل الأكثر إلحاحا في منطقتنا فيما يتصل بالاقتصاد والمجتمع والصناعة والبيئة. مع التقدم في تقنيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتعليم، يمكن تعزيز كبير لدعم حصول جميع المواطنين في أي وقت وفي أي مكان على وجه الأرض. إن ثمة فرصة هائلة لإنشاء بنية تحتية تعليمية أوسع للوصول إلى العالم بأسره لضمان تعليم أفضل للجميع...
إن ما يقوله الدكتور طلال أبوغزاله من أن التغير في التعليم أمر لا مفر منه هو حقيقة ثابتة فلا يمكن لنا أن نبقى على أنظمة تعليمية متهالكة ونحن نواجه الكثير من التحديات الاقتصادية والتكنولوجية، ولكن هذا التغيير لا يأتي إلّا مع معلم مدرب على هذا النوع من التعليم، شبكة اتصالات مجهزة ومعدة مسبقا، وطالب لديه الاستعداد لخوض هذه التجربة لأنها ممتعة وليس لأنه مجبر على اتباعها.
يقول طلال أبوغزاله "إن موجة التغيير في التعليم ستفرض نفسها وستضطر الوزارات لتعديل أنظمتها مع بدء مرحلة موت الجامعات بشكلها الحالي، خاصة وأن التعليم أصبح عبارة عن تعلم، وأن دور المدرس هو تبسيط التعليم لك، وهذا ما نواجهه كمشكلة في مراحله التعليمية الأساسية لدينا خاصة أن غالبية الدول تضع أفضل المدرسين من أصحاب الخبرة للمراحل الأساسية إلا أننا نفعل العكس".
ان الوزارات لن تعدل أنظمتها، وستموت الجامعات وستموت المدارس ولن يكون دور المعلم هو تبسيط التعليم للطلاب بل تعقيده وإذا استمرت الوزارة بالأسلوب نفسه وبالمنهج نفسه فعليهم يرجع وزر هذا الجيل والباقي بينهم وبين الله تعالى.