طلال أبوغزاله يقول: "التغيير لا يَحدُث .. التغيير يُحدَث"

14 ديسمبر 2020 د. مشيرة عنيزات
14-12-2020 
إن أسوأ ما قد يمسّ البشر هو أن يفقدوا شهيتهم في العمل، أو في الطموح، أو أن يتساوى عندهم النجاح مع الفشل، أو الأمل مع الإحباط.
فها هنا قد لا يكون الموت بسبب توقف القلب، وهو أمر حتمًا يسبب الموت، بل بسبب الإصابة بالإحباط أو باليأس، أو بسبب انتظار مستقبل مجهول لا نعلَم عمّا يخفيه.
إن الأشجار الشاهقة/ الفارعة كانت، ولا بدّ، بذرة صغيرة في بداية عمرها، فلما أتممتَ زراعتها، وأُشبِعت ماء، واهتمامًا من حولها، أخرَجَت لنا ولك أفضل ثمارها "طعامًا مختلفًا ألوانه".
كذلك هو التغيير الذي يبدأ من فكرة صغيرة تقدح في ذهنك.. ويكون لها الأثر الأكبر في حياتك وتضمن بواسطتها النجاح والتميز.
وإنه من الطبيعي ألا تصبح حياتك أفضل مما هي عليه صدفة، أو دون ما سيجرّها نحو مصبّ التغيير.
وإنه من الطبيعي أن تتحسن الظروف، والأحوال الحياتية من حولك؛ إذا أتقنتَ فنّ القدرة على التغيير، وفنّ القدرة على التطوير، وفنّ القدرة على التوليد، وفنّ القدرة على الابتكار.
وليس الأمر بالوهم، ولا بالخيال؛ لأن التغيير الذي ينشده المرء لا يحدث فجأة، ودون مقدمات.
كما عليك أن تعلم بأنه لن يهرع إلى مساعدتك أحد سواك، ولن يصنع لك التغيير الذي تنشده في حياتك أحد سواك، متبرعًا كان أو مأجورًا؛ فالتغيير يجب أن ينبثق منك أنت وحدك، ودون أن يتدخل في ذلك أحد، مهما كان قريبًا منك، أو بعيدًا عنك!
لا، لن تنزل معجزة من السماء مع إحدى النجمات؛ لتغيّر مجرى من مجريات حياتك، أو تنشئ مجرى آخر، أو تشعّب لك أطرافًا/ ذيولا لمجرى جديد.

لا، لن يحدث شيء من هذا.. أو من ذاك.. ولكي تضمن حصول التغيير، فامحُ من ذاكرتك "معجزة النجمة"، ولا تتوقع أن النجمة إذ تسطع، فستحمل معها لغة الإعجاز.. فما ثمة شيء من هذا سيكون.. لا، لن يكون!
أما التغيير الحقيقي الذي سيوجّه ظروف حياتك نحو الأفضل، فهو ذاك المبنيّ على"قرار داخلي منك وحدك فقط".
إنه ليس إلا قرارًا داخليًا.. يسير برغبتك، ويؤمن بفكرك، ويوجّه إبرة بوصلتك نحو طريق النجاح.. بعد أن بقيت فترة طويلة ثابتة/ جامدة.
يقول طلال أبوغزاله "التغيير لا يَحدُث.. التغيير يُحدَث".
ثمة من يحاول ربط التغيير بالاقتراب من الفشل!
لا، إن التغيير كالأمل المنشود في خيرات الأرض، التي تودّ حرثها وزراعتها.
فلكي تعرف ما يخبئه ثراها، عليك أن تجتهد في حرثها، وتبذل قصارى جهدك في كل ما تحتاجه؛ لتخرج "من كل لون زوجين".. وهو أمر ليس بيدك، بل يحدده حجم اجتهادك، وما ستؤمّنه من حاجياتها.
ثم اعلم أن الفشل عند العالم والتلميذ على حدٍّ سواء!
وأنه لا بد أن يتذوق طعمه الكل، ولكن في الوقت نفسه، عليك أن تتعلم من فشلك؛ فالتجربة تساعد المرء لتخطّي المصاعب، وتقوده إلى إعادة ترتيب أولوياته، وتحديد أهدافه، وتمكّنه من الوصول إلى ما ينشده منها.
يقول طلال أبوغزاله "لا تخشَ الفشل، وأنت مُقدِم على محاولة جديدة.. فالحياة تتلخص في ثلاث مواقف: هذا يمكنك فعله، وهذا ربما تستطيع فعله، وهذا لا بد لك أن تفعله".
ويقول نجيب محفوظ "نحن لا نموت حين تغادر الروح أجسادنا" وحسب؛ لأننا قد نموت قبل ذلك: "وذلك حين تتشابه أيامنا ونتوقف عن التغيير"... وحين لا شيء يزداد في حياتنا، سوى أعمارنا وأوزاننا".
يجب ألا تخيفنا العوائق، ويجب ألا نخشى الإخفاق، أو الفشل.

ولنعلم أننا كلما قابلنا المزيد من العوائق، كلما هذّبنا أنفسنا، وعوّدناها على تقبّل الفشل.. وبالتالي استسغنا طعم النجاح أكثر، وتحسّسنا لذّاته.
وأخيرًا، فلا تلم نفسك، وتسمها بالفشل… مهما حصل؛ لأنك إن غيّرت نفسك، ورصدت حاجياتك، كالأرض المحروثة الجاهزة للزرع، واستثمرت إمكانياتك في التغيير لصالح النجاح، والإثمار، فستنجح.. و"ستؤتي أكلك كل حين".
إذن، ابدأ بتغيير نفسك، ولا تتوقف، ولا تخشَ الفشل!