طلال أبوغزاله يقول: التحوّل الرّقميّ .. وابتكار الإنتاجية

27 ديسمبر 2020

د. مشيرة عنيزات
27-12-2020 

يفرض مصطلح "التحوّل الرّقميّ" نفسه بقوة، مصطلحًا آخذًا بالسيطرة على عقول أرباب الإدارة، ومبتكري فنونها.

ولا شك أنه من أكثر المصطلحات استخدامًا في الوقت الحالي، فأينما تولت وجوهنا وجدنا صداه، وأينما توجهنا في المؤسسات، أو المؤتمرات، أو ورشات العمل وجدناه ماثلًا بين حكاياتنا.

إنه المصطلح الأهم.. وإنه التحول الأهم.. وإنه المطلوب الأعزّ في يومنا هذه.

كيف لا!

وقد كان "التحول الرقمي" أحد الإيجابيات التي احتجناها أيام (فايروس كورونا) الذي تسبب في لجوئنا إليه في إدارة شركاتنا ومؤسساتنا ومدارسنا.

فتم استنهاض هذا المصطلح من كل مكان، وفي كل مكان.

ولقد لمسنا "كيف صنع هذا المصطلح الفرق"، فتجسّد أمامنا كيف جنت المؤسسات المؤهلة للتحول الرقمي ثمار التحوّل؛ فلم تتأثر بالجائحة، بل تأقلمت معها! وشاهدنا بأم أعيننا.. كيف تم استنهاض هذا المصطلح، وإحياؤه في القطاعات التعليمية، والصحية وغيرهما، وفي المقابل عانت، وربما انهارت تلك المؤسسات التي لم تتبنه مفهوم "إدارة" وآلية "إنتاجية".. ولم تدخل "عصره: عصر الرقمنة الجديد" وتجعله منهجًا لها في الإدارة، وأداة لها في تمكينها العمل، وتطويرها للإنتاجية.

تفرض "الرقمنة" نفسها بقوة مصطلحًا آخذا بالسيطرة على عقول أرباب الإدارة، ومبتكري فنونها.. منذ عرفناها، وعرفنا أهميتها، وإمكانياتها.

كما تتدخل "الرقمنة" في الباحثين عن العمل؛ فعلى كل باحث عن عمل أن يخرج عن المألوف.. وأن يطور نفسه في آليات التحول الرقمي، وأن يتعرف إلى أبعاد "الرقمنة" وطرقها بما يرتبط مع تخصصه، أو مهاراته وبكل ذكاء يمكنه من التميز، والريادة.

إننا أمام عصر غير مألوف.. يتطلب الخروج عن المألوف، ويتطلب تسخير التحوّل الرقمي بذكاء لصالح البشر؛ لكي يعيشوا بذكاء.

وإن ما يثير الانتباه، ويشحذ الأفكار ما قامت به شركات العالم من استثمار في مجال التحول الرقمي؛ إذ بلغ 2 تريليون دولارًا عام 2020 وقد جاء جلّه من أجل تطوير تقنيات التحول الرقمي لدى تلك الشركات؛ لكي تتناسب مع حاجات السوق الجديدة.

ويعد ما قامت به تلك الشركات من الضروريات؛ بسبب تزايد التعقيدات في العمل، ومتطلباته، وتشابكاته.

ولقد غدا قطاع تقنية المعلومات من أهم قطاعات تلك الشركات.. كما غدا الاهتمام بتزويد هذا القطاع بالأجهزة والتطبيقات اللازمة من الأولويات التي تُرسم لها الخطط.. وتنفذها الإدارات الذكية في تلك الشركات.

يقول طلال أبوغزاله: "لقد أنشأنا في طلال أبوغزاله العالمية نشاطًا، ومشروعًا جديدًا وكبيرًا يتعلق بموضوع التحول الرقمي، ويتمثل ذلك في كيفية تحوّلنا (الرقمي) كمؤسسة، ولقد قطعنا شوطًا كبيرًا في هذا.. ولكن هذا غير كافٍ، فلقد بتنا نقدم الاستشارات في هذا المجال للشركات مثيلاتنا؛ كي تتحول رقميًا، وهذا ما ساعدنا كي نكون من المؤسسات القليلة في المنطقة التي لم تتأثر بالأزمة؛ لأننا ومنذ سنوات توقعنا هذه الأزمة، كما كنت أقول دائمًا وكان ينتقدني الكثير؛ لأنهم يظنوني متشائمًا، ثم استطعنا قطع شوطٍ كبيرٍ؛ لكي نصبح (شركة رقمية) وذات توجه عالميّ".

واللافت أن "طلال أبوغزاله العالمية" تعد من الشركات الرائدة في مجال" التحول الرقمي" قبل الجائحة وأثنائها.. وما زالت.

ففي الوقت الذي أغلقت فيه بعض المؤسسات أبوابها، متأثرة بالجائحة.. وفي الوقت الذي سُرّح الموظفون من بعضها الآخر.. حققت "طلال أبوغزاله العالمية" نموًا وصل إلى 15% وعيّنت عددًا من الموظفين الجدد.. وكان ذلك بفضل إدراكها لمعنى أن تسبق الزمن، ولمعرفتها لمكامن القوة لديها، وكيفية استثمارها.

يقول طلال أبوغزاله: "المجال التقني الرقمي في هذا المستقبل طويل جدًا، ومتغير باستمرار! حيث إنه لا يمكننا القول إننا حققنا الهدف المطلوب وانتهى؛ بل هي عملية تطوير وتطور مستمرتين، لهذا نحتاج إلى إعداد موازنات مالية لها، في خططنا كحكومات، وشركات، وأفراد".

ويحتاج التحوّل الرقمي إلى تقديم خدمات مبتكرة وإبداعية.. وتناسي الطرق التقليدية في العمل.. فنضمن "المخرجات" بعد أن أمّنا" المدخلات".
ولقد ساهم "التحول الرقمي" في المؤسسات، والشركات على حد سواء في التوسع والانتشار بشكل غير مسبوق؛ فتحقق استهداف عملاء أكثر، وجمهور أكبر، وعلى المؤسسات المتبقية إعادة التفكير، في السير نحو الدخول إلى المستقبل من أوسع أبوابه الرقمية.