أبوغزاله يقول: أتفق مع كسنجر بأن من لا يسمع طبول الحرب فهو أطرش

11 أكتوبر 2020

د. مشيرة عنيزات
11-10-2020

بدأت قواعد اللعبة تتضح وبدأت أطرافها تُظهر ضجيجًا يخترق آذان الأصم، فتارة يظهر ترامب ويذكّر العالم أجمع بأن الصين هي سببًا للمرض المتفشي ويحاول تأجيج العالم ضدها على أنها سبب في انهيار ووقف عجلات الاقتصاد في العالم، وتارة بكين تتهم واشنطن بالضعف في إدارة الأزمة وبالغرور الإيديولوجي وتدعوها إلى التخلي عن عقلية الحرب الباردة، ونجد أن بقية شعوب العالم تراقب بصمت فلا حول لها ولا قوة.

إن المتابع الدقيق للوضع الحالي يجد أن "هنري كسنجر" وزير الخارجية الأميركي الأسبق و"ثعلب الدبلوماسية الأميركية" كما يطلق علية الشعب الأمريكي يقول: "سيجد العالم نفسه في وضع مماثل للحرب العالمية الأولى لو تصاعد الصِدام بين دول كبرى مثل أمريكا والصين، وإنه يجب على الولايات المتحدة والصين أن تضعا حدوداً للمواجهة، وإلا فإن العالم سيجد نفسه في وضع مماثل للحرب العالمية الأولى."

وذكر كسنجر مؤخرا في لقائه الافتراضي مع وكالة بلومبيرغ Bloomberg "إن الولايات المتحدة والصين في حربهما الباردة الجديدة، يحب أن ترسما حدود المواجهة، وإنه بدون ذلك من المستحيل خفض التصعيد".
فهو كشخص سياسي ومطلع و"مهندس العلاقات الصينية-الأمريكية كما ينعته الأمريكيون، يحذر ثانيًا وثالثًا وعاشرًا من حرب عالمية باردة تقرع الأبواب في حال استمرار أميركا والصين بتجاوز المسموح به وتراشق العبارات والإساءات ويشبه الوضع العالمي الحالي بالوضع ما قبل الحرب العالمية الأولى.

ويتفق كسنجر وطلال أبوغزاله بأن الصراع بين واشنطن وبكين سيكون بسبب ظهور تقنيات جديدة وحديثة ومنافسة وستغير المشهد الجيوسياسي كاملًا، حيث اتفقا في أن لا يمكن لدولة واحدة الهيمنة على العالم، سواء في الاقتصاد أو في السياسة أو في المجال الإستراتيجي وستكون عواقب الحرب بين أمريكا والصين وخيمة وستولد ما هو أسوا من عواقب الحروب العالمية السابقة.

يقول طلال أبوغزاله "لدي سبب وجيه للاعتقاد بأن الأزمة الجديدة ستكون مدمرة أكثر بكثير من عام 2008، قلقي هو على مدى جهوزيتنا في بلدنا الأردن كي نتصدى لها. لدينا الآن الوقت الكافي، فلماذا لا نتحرك لتقييم هذه الحالة واستدراك آثارها المحتملة على اقتصادنا الهش واتخاذ التدابير الوقائية للحماية، أو على الأقل المبادرة للتخفيف من حدة الصدمة لهذه الأزمة."

وهو ما أكده الدكتور جواد عناني عندما قال: "طلال أبوغزاله فتح أعيننا على هذا الحدث، أنا اتّفق مع أبوغزاله في إنذاره المسبق. ونحن بحاجة إلى موقف عربي موحد في القمة العربية المقبلة، ليس فقط على الصعيد الإقليمي بل أيضا في كل مكان."
إن عوامل قوة الدولة تغيرت فلم يعد العامل العسكري هو الأساس وهو المهم في كسب الحروب بل تراجع لصالح العامل الاقتصادي والتطور التكنولوجي، فيجب أن نحاول أن نضع خططًا استباقية لمواجهة تبعات هذه الأزمة.
يقول طلال أبوغزاله "في حال ثبوت صحة هذه التوقعات الكئيبة، سيتأثر الأردن سلباً، نحن بحاجة إلى رؤية، وشجاعة، ومشاركة مجتمعية ناشطة عبر جميع المنظمات المدنية العامة والخاصة ومعها مجموع المواطنين لتحرك إيجابي متكامل التنظيم وأنا أقوم بهذا وبكل ما وسعني، وأهيب بحكومتنا الموقرة لإيلاء هذا التحذير كل اهتمامها، وأن تخطط بكل جدية قبل أن يسبقنا الزمن."