ليْسَتا من قامُوس النّاجحين

28 يناير 2021

د.عماد الخطيب
هل أنت من الناجحين؟ هل فيك من سمات الناجحين؟
فعندما أقابل أبنائي الطّلبة من مختلف دول العالم، بما فيها الدّول خارج المنطقة العربيّة، يسألونني سواء أثناء الحوار أو في نهايته: "ماذا تنصحنا أن نعمل كي ننجح، من خلال نصيحة واحدة فقط"؟
فأقول لهم دائمًا: "إنّ النّجاح له عدة معايير.. وله عدة أسباب، وعدة طرق.. ولكن نجاح شخص قد يختلف عن نجاح شخص آخر؛ لأنّ كلّ نجاح سيكون في مجال مختلف وبطريقة مختلفة"
وهناك مجموعة من الأدوات التي تحقق النّجاح.. وهناك سمات يجب أن تبتعد عن قاموس الناجحين، وهو ما أريد أن أتناوله معكم،  من نِتاج يُلخّص دراستي للنّجاحات التي تحققت في العالم، وكيفية تحقيقها.
وأولى تلك المصطلحات التي يجب أن تبتعد عن قاموس الناجحين "المعاناة"؛ لأنه علينا "تحويل العقبات والمعاناة إلى نعَم، وفُرص".
فلا تجعل من معاناتك، أو مشكلتلك سببًا لإحباطك، ومثال على ذلك نذكر قصة (George Westinghouse) الذي وصفه زملاؤه، ومن عايشه في المدرسة بأنّه "غبيّ.. وبليد"!، ومع ذلك دخل التاريخ؛ بعدّه أحد أكبر المبدعين والمخترعين في العالم؛ لأنّه رفض قرار العالم به، وقيّم نفسه، وآمن بقدراته، ووثق بها.. وقام باكتشاف 400 اختراع، ومن المحزن المفرح أنه عندما توفي كان جالسًا على أحد اختراعاته، وهو الكرسيّ الطبي: كرسي ذوي الاحتياجات الخاصّة، الذي هو من اختراعه، فاستفاد من اختراعه بالجلوس عليه قبل وفاته!
إذن، قد تتحوّل المعاناة إلى نعمة.. إذا وجّهتَ فكرك إلى الاتّجاه الصّحيح، وقمتَ باتّخاذ القرار، فإنّ الطّريق الوحيد الذي أمامك هو النّجاح، ودائمًا ما يُنقل عنّي قولي: "إنّ النّجاح ليس خيارًا، بل هو قرار"؛ لأنّه ليست هنالك خيارات أخرى أمامك سوى النجاح الذي يتوجب عليك السير به.. واعلم أن النّجاح سيتحقق.. طالما أنّك قررت ذلك.

أمّا المصطلح الثاني الذي يجب ان يخرج من قاموس الناجحين فهو "الراحة"؛ وتلك هي نصيحتي التي جلبت لي عداوات كثيرة على مواقع التّواصل الاجتماعيّ.. عندما قلتُ: "إن الرّاحة مُضرّة بالصّحّة".
ومن القصص المرتبطة بما أقول.. أنّني وأنا في عقدي الثمانيني، ما زلتُ أعمل بهمّة الشّباب، وأذهب إلى العمل بهمّة الشّباب، وأتسابق على الإنتاجية معهم، وأحرص على القراءة والتّعلّم والبحث كلّ يوم.. وأسْعد بعملي، وإنتاجيّتي خلال أيام الأسبوع السّبعة.. وأشعر بأنّني في بداية رسالتي، وإيماني يزداد كل يوم بمقولة: "اعمل لآخرتك كأنّك تموت غدًا.. واعمل لدنياك كأنّك تعيش أبدًا".
كما يجب عليك ألا تستمع إلى نصيحة من يقول لك: "أَرِح فكرك وجسدك"، فلماذا تفعل هذا في حال أنّ قلب الإنسان يعمل 24 ساعة، ويضخّ مئات الليترات من الدّم، ولا يتوقف، وإذا توقّف عن العمل، سيُتوفّى الإنسان، فلماذا تريد إراحة عقلك وفِكرك، وتصبح مُعطَّلا؟! ولماذا تريد أن تريح عضلاتك، وتصبح كسولا؟!
فلا تقبل من يقول لك: إن الرّاحة بها فائدة!
وتُثبت الدّراسات أنّ العمل مفيد للصّحّة، وأنّ المتفوّقين والمتميّزين هم الذين يعملون أكثر مما هو مطلوب منهم؛ فتأدية الواجب للحصول على الرّاتب المستحق جيدة، ولكن لو أردت التّقدّم في مستواك العمليّ فيجب عليك الإدراك بأنّه يجب عليك العمل بشكل أكثر مما هو مطلوب منك.
وهكذا فلا من مشكلة تحبطك، وحوّل معاناتك إلى نِعَم تستفيد منها، واعمل بجد كلّ يوم، واكسب من حاضرك ما يمكّنك من عيش مستقبلك بكلّ تفوّق واقتدار.