مُردِافات لها مع كلّ ناجحٍ حِكاية

11 يناير 2021 د.عماد الخطيب
ثمة مرادفات لقصص النجاح، تلك التي ينعم بها كل ناجح، وتتراءى له أوضح يومًا بعد يوم، ومنها "نعمة في أن يكون لك أعداء"، كما يقول الصينيون: "اغفر لأعدائك.. ولكن لا تنس أسماءهم".
وتشير الحكمة الصّينيّة إلى أنه لا فائدة من الحقد والكُره لعدوك؛ لأنّك تقوم بقتل نفسك، كما تقول الحكمة العربية: "لله دُر الحسد ما أعدله، بدأ بصاحبه فقتله"، فلا فائدة أن تبقى حاقدًا على عدوّك، وعليك أن تنسى حقده، ولكن لا تنس اسمه؛ لكي تبقى منتبها أنّه عدوّك، وتتصرّف على هذا النّحو، وإذا سمح لي أن أضيف على المثل الصيني، وأقول: "أنا أحبّ أعدائي؛ لأن لهم فضلا عليّ"!
ومن القصص المرتبطة بما سأقول.. ما يرويه لكم طلال أبوغزاله" قائلا: "عندما كنت جالسًا في لقاء عمل، ودخل منافس شرس لي.. ولا يكره أحد في الدّنيا أحد مثلي، فعند دخوله قلت: "أهلًا بالحبيب"، فقال لي: "لا تقل لي حبيب أنا أكرهك"، فقلت له: "إنني أحبّك لأنّك تكرهني"، فقال لي: "أرجوك لا أريد محبّتك"، فقلت له: "أنت صاحب فضل عليّ، ويجب عليّ أن أحبّك"، فقال لي: "أنا لا أفهم كلامك"، فقلت له: "أنت تقوم بتأدية دور جيّد لي، ومفيد؛ لأنّك تقوم بمراقبتي، وتنتظر أخطائي، وفشلي؛ حتى تُسعَد بأنّك حقّقت سعادة بفشلي.. وثانيًا لكي تضربني بالأدوات التي تَنتُج عن فشلي.. فأنت تقدّم لي خدمة مجانيّة؛ لأنّك تمنعني من الخطأ من خلال معرفتي بمراقبتك لي منتظرًا فشلي، ولذلك أنا أحبّك.. فلتكرهني كما تشاء، وسأبقى أحبّك".
ثم يقول: "لقد ساعدتني هذه النّعمة أن أعيش راضيًا عن نفسي، بدلًا من التّفكير بمن يحبّني أو يكرهني، وأنا لا أكره أحدًا باستثناء العدوّ الصّهيونيّ، ودون ذلك لا أعد أنّ لي أعداء!".
ومن مردافات النّجاح "عدم التّقليد" .. فإذا أردت التّفوّق في مشروع فلا تقلّد مشروعًا ناجحًا؛ بل انظر إلى المشروع النّاجح وكيف نجح.. ثم حاول إيجاد ما تضيفه من أجل تحقيق النّجاح، يقول الأمريكيون: "هنالك ميزة للمبادر الأول"، فلتبادر بشيء جديد، ولكن عند تقليدك لمشروع ناجح، فأنت تضرّ نفسك، وتضرّ ذاك المشروع النّاجح الذي قلّدته..
ولكن عند قيامك بشيء مختلف ومبتكر؛ فالسوق سيكون لك دون منافس، ففكّر في الجديد المبتكر، وليس القديم المقلّد.. حتى لو كان صغيرًا فليس هنالك شيء في الدّنيا إلا وبدأ صغيرًا.
وأخيرًا..
فيعلمنا طلال أبوغزاله..
أن آخر مرادفات النّجاح هي "المحبة"؛ فالحبّ أقوى سلاح في الدّنيا وهو أكثر مرض مُعدٍ.. وعندما تحبّ أحدًا فسيحبّك أيضًا؛ لأن الحبّ مُعد، ولا يمكنك أن تدّعي أنّك تُحبّ الله الذي لا تراه إذا كنت لا تحبّ النّاس من حولك الّذين تراهم، فمَن يريد ادّعاء حبّ الله -سبحانه وتعالى- فعليه أن يحبّ النّاس؛ لأنّ محبة النّاس هي الطريق إلى محبة الله، فخيرٌ لك أن تكون محبوبًا من أن تكون عَلَمًا؛ لأن نعمة المحبة لا يمكن تقديرها، فأن تكون قويًّا وعَلَمًا ومُهابًا من النّاس فهذا شيء جيد، ولكن الأجمل منه أن تكون محبوبًا بين النّاس، فمن يراك يأتك مُسلِمًا مبتسمًا يسألك عن حاجة أو يعرض عليك مساعدة ولذلك المحبة أجمل وأهم من أن تكون عَلَمًا قويًّا مُهمًا.."وإذا أردت أن تكون محبوبًا فعليك أن تكون مُحِبًا".