مفاتيح قاموس النّجاح
07 يوليو 2020 د.عماد الخطيبتتعدد مفاتيح قاموس النجاح، ولكن ثمة مفاتيح لا يختلف عليها اثنان، خصوصًا أولاء المنهمكون في العمل، والباحثون عن الراحة فيه، والواجدون في نجاحهم إرضاء لذواتهم.
ومن تلك المفاتيح "الابتسامة" التي هي السّمة الأكثر تلاصقًا بالإنسان الناجح، والتي تعدّ من أدوات النّجاح.
فماذا سيضيرك لو بقيت مبتسمًا، بدلًا من أن تكون عابسًا، إذ الابتسامة تعالج الكثير من المشاكل؛ فتبسّمكَ لشخصٍ قادم إليك، وهو يشعر بالضّيق، أو لديه مشكلة، أو قد يُسيء إليك.. هو حلّ لكلّ مشكلة!
بل إنّ الصّمت هو طريق لتجنّب الكثير من المشاكل؛ فعندما لا يعجبني حديث، فلن يكون هنالك فائدة من الرّد عليه، فأكتفي بالصّمت، وفي كثير من الأحيان يستغرب البعض عندما ينتقدني أحدهم، أو يعارضني في الرّأي، وأعالج ذلك بأمرين هما (الابتسامة والصّمت) بدلا من خلق المشاكل!
ويعلمنا طلال أبوغزاله..
أنه من مفاتيح قاموس النّجاح "حسن التتلمذ، والقراءة لما يفيد"، ومن القصص المرتبطة بما أقول.. قائلا: "أنتقل بكم إلى الكويت التي بها بدأتُ حياتي بعد سنة من تخرّجي.. فلها فضلٌ كبيرٌ عليّ، وفوق أرضها تعرّفتُ على السّفير الأمريكيّ في الكويت، الذي قال لي: "في يوم من الأيام ستنجح؛ لأنّك تلميذٌ دائم"، فقلت له: "ماذا يعني هذا الكلام"، فأجابني أنّه لاحظ أنّني أتعلّم من كلّ شيء، ومن أي موقف، ومن أيّ تصرّف يحصل أمامي.. فأنا بطبيعتي تلميذ.. ومنذ ذلك اليوم قررت أن أكون تلميذًا.. وأدرس وأتعلّم كالتلاميذ الذين يدرسون في المدرسة.. وهنالك حاجة دائمة للتّعلّم، فلا يظن أن من يحصل على أي شهادة أنه أصبح متعلّما.. فهذا غير صحيح؛ فلأن تشعر بأنك تلميذ أفضل لك؛ لأنك ستتعلم في كلّ يوم، والعلم كالطّعام لا استغناء عن ورده اليوميّ.. فكما الطعام غذاء للجسم، فإن التّعلّم غذاء للعقل".
وللتّعلّم فوائد جمّة..
فهو الطريق الفضلى لبداية أي نجاح.. وأريد بمجتمعاتنا أن تنتقل من مرحلة التّعليم إلى مرحلة التّعلّم، علينا استثمار ثورة المعرفة التي مكنتنا من اكتساب العِلم حيث كنّا؛ بالتّعلّم الذّاتيّ ..
ومن القصص المرتبطة بما أقول.. أنني لا أذكر شيئا ممّا تعلّمته في المدرسة أو في الجامعة، وإن جميع ما اختزلته الآن من معلومات هو من طريقة التّعلّم لا من طريقة التعليم، أي أن أدرس وأحفظ ما أحتاج إليه وليس المعلومات المطلوبة مني في الامتحانات!
وأفتخر أنّني تعلّمت قواعد اللغتين العربية والإنجليزية على يدي..
ومكتوب في شهادة تخرّجي من الجامعة أنّني قد اجتزت مادتي اللغة العربيّة والإنجليزيّة دون الحاجة لتقديم امتحان، وتمّ إعفائي من تقديم امتحانيهما؛ لأن مستواي في اللغتين أعلى من المستوى المطلوب في الامتحان.
ومن مفاتيح قاموس النّجاح "إسقاط كلمة (التّقاعد) من قاموسك".. وسأستشهد هنا بالقاموس الأمريكي، الذي يستبدل كلمة (المتقاعد) بكلمة (Senior Citizen) فهنالك –مثلا- تعرفة خاصة في النّقل العام للشّباب وأخرى للـ (Senior Citizen) أمثالي الذين أنهوا عملهم في مجال معيّن، وانتقلوا إلى مجال آخر، فلماذا نقول لمن يخدم في الجيش عند انتهاء خدمته أنّه متقاعد، بالرغم من أنه قد يعمل مدرّسًا بعد انتهاء الخدمة أو قد يكون مؤلّفًا أو مخترعًا.. فهكذا لن يُصبح متقاعدًا، بل سيكون منتجًا.
وكلمة متقاعد ليس لها جذر لغوي، فهي كلمة مركبة من كلمتين (مُت، قاعد) أي مت، وأنت قاعد.. لذلك يجب ألا نقبلها.. وإن أقرب كلمة وجدتها للمتقاعد هي (المتقدّم) أي أنه أنهى مرحلة ما وتقدم إلى أخرى! ففي الصّين أغلب المسؤولين أعمارهم فوق السّتين عام، والتّقاعد ليس وصفًا للعُمر، بل هو وصفٌ لعدم القدرة على الإنتاج.