"التّحوّل الرّقميّ".. اسْتعادة للهُويّة العَربيّة حُلُمٌ عَرَبيٌّ بالوحْدَة.. طَالَ انتِظَارُه

02 يناير 2019
د.عماد الخطيب
ما الفائدة الكبرى التي تُرتجى من انتشار "التّحوّل الرّقميّ" عربيًّا؟
تتطلّع الدّول العربية اليوم إلى الانتقال إلى مرحلة "ما بعد الحَدَاثة"، وكتابة تاريخها بالحروف التي كَتَبت بها ما لَمَعَ من تاريخها القديم: ريادةً، وحضارةً، ويحتاج ذلك إلى خطة إستراتيجية واضحة، وسريعة تسير بها تجاه طريق بوّابة "التّحوّل الرّقميّ".
ألم يحن الوقت – بعد- لاستثمار طاقاتنا "المعرفيّة" لتحقيق أحلامنا في قيادتنا لأنفسنا قبل قيادتنا للعالم!
إنّه سباق "المعرفة" إذًا..
ذاك الذي سيضمن – لمن سيصل أولا – إنجاح "مشاريع تحوّلاته الرّقميّة"، ثم تَصدّره لقوائم العالم في تفريعات "مشاريع التّنميّة المُستدامَة".
ويعلمنا طلال أبوغزاله أن "مشاريع التّحوّلات الرّقميّة" تحتاج إلى "تقنيات" تُديرها، و"بِنى تحتيّة" تَرعاها، و"بناءٍ لقدرات" من سَيَرعون حملتها، ولا علاقة مباشرة لذلك بكثرة عدد الجامعات، ولا بكثرة عدد خرّيجي الجامعات، بل إنّ له علاقة بـ"القرار" الذي ننتظره من "الحكومات العربيّة" صاحبة الولاية على تنفيذ تلك المشاريع، وصمّام الأمان لإدارتها، وإنّ على "الحكومات العربية" قبل اتّخاذها لقرارها أنْ تُؤمن بأنّ "التّحوّلات الرّقميّة" هي "المُخلّص" لنا من مُشكلاتنا بكافة تفريعاتها.
نَعم، إنّها هُوية عربيّة جديدة، تلك التي نتطلع إليها، بعيدًا عن القُطريّة، والفئويّة، والمذهبيّة، والعِرقيّة، تلك "الهُويّة العَربيّة الرّقميّة" التي ستُنقذ عالمنا، ممّا خطّط له أعداءُ وحدتنا!
وتحتاج دولنا العربية من أجل تنفيذ مشاريعها في "التّحوّلات الرّقميّة" إلى تطوير "قوانينها الإصلاحيّة الإداريّة"، وتمكين تلك القوانين من التنفيذ عبر مؤسساتها، ودوائرها.. مع الأخذ بعين الاعتبار بأنّ تلك المشاريع تشكّل بوّابة لما تنشده تلك الدّول من أثرٍ للإصلاح، وبدونها ستبقى تلك الإصلاحات مبتورة الأيدي!
فماذا ننتظر؟!
إنّ الدّول العربية بما ستطوّره من قوانين إصلاحيّة، ستحتاج إلى ما يضمن إنجاح تلك الإصلاحات، وهذا لن يتمّ إلا بمشاريع رديفة للتّحوّلات الرّقميّة، فتكون الفائدة عكسيّة الاتجاه؛ فقد استفادت تلك الدول في تطوير منظومتها الإدارية، كما استفادت من تطوير مشاريعها الرّقميّة.. وما أصلحته الدّول العربية من "إدارات" ستضمنه مشاريع "التّحوّلات الرّقميّة" وتزيده تماسكًا.
وهكذا.. وبعد إنهاء مشاريع الدّول العربيّة "الإصلاحيّة"، و"الرّقميّة" فستنتعش مشاريعها التنمويّة الأخرى، وستضمن حكوماتها – مهما تغيّرت أو تبدّلت – أنّها تقف على قاعدة صلبة من قوانين إداريّة لا تُخترَق بفضل ما أنجزته من تحوّلات رقميّة، دون التّعذّر بمعيقات ماليّة تارة، وتوجّهات مجتمعيّة تارة أخرى أو بمحاصصات سياسيّة أو مذهبية.. وغيرها من التّعذّرات التي ستُلغي وجودها "مشاريع التّحوّلات الرّقميّة"، وسنضمن بذلك "العدل"، و"المساواة"، وسيَصدُق مصطلح "الإنفاق الذّكيّ" على كلّ ما أنفقَتْهُ تلك الدول العربية على "مشاريعها في "التّحوّلات الرّقميّة" التي من المفترض أن تكون على هَرَم مشاريعها التّنمويّة.
ويضمن "التّحوّل الرّقميّ" خصوصيّة بيانات المواطنين، واحترام ذواتهم، وتعزيز "منظومة الأمن السّيبرانيّ"، والقدرة على "التّشبيك العالمي بين خوادم المنصّات الرّقميّة العالميّة"، بأنواعها، كما يزيل الإمكانيّة للتّجاوزات، أو الخروقات، مع تعالي "الشّفافيّة" التي تتطلبها "قواعد الحوكمة": تقنيًّا ومهاريًّا، وربما يحقّ لنا أن نتفاءل بأنّ "التّحوّل الرّقميّ" سيكون سبيلا إلى (حوكمة) كلّ صغيرة أو كبيرة، بما في ذلك "مَنصّات التّواصل الاجتماعيّ".
ولن نقف عند حدّ يمكن لنا أن نتخيله..
ويعلمنا طلال أبوغزاله أنّ حلّ مشكلة "الهُويّة العربيّة" هو باستحداث "هُويّة عربيّة رقميّة" سيدع لنا المجال للتّفكير بمشاريعنا التّنمويّة الأخرى من أيّ مشاريع ترتبط بـ "مشاريع التّحوّل الرّقميّ"، وتحتاج إلى الحلول البرمجيّة القادرة على حلّ مجمل مشكلاتنا، مثل حلّ مشكلة "التسرّب في التّعليم"؛ وذلك من خلال ضمان التّعلّم دون أسوار، وتطبيق "التّعلّم  -عن بعد-" باحترافيّة، ومعالجة كل ما تنادي الدّول العربيّة بمعالجته من نفايات صلبة، أو سائلة، وازدحامات مروريّة، وتلوث بيئيّ مُفتعل، وما قد يتسبب من احتباسٍ حراريّ.. وصولا إلى الاستدامة الحقّة على الأرض وفي البحر أو في السّماء.. وإن شئتَ فقُل: "ستستقرّ (إيكولوجيات) النّظم العربيّة".
ولقد قدنا في "طلال أبوغزاله العالمية" مشاريع "التّحوّلات الرّقميّة" في العالم العربيّ..
كما أننا نفّذنا خططا إستراتيجية للتّحوّلات الرّقميّة؛ لأننا نَعُدّ أنفسنا مسؤولين عن "قيادة الدّول العربيّة نحو "التّعافي الرّقميّ"، وجزءًا من منظومة "التّحسين"، و"البناء"، و"المَنَعَة" في الدّول العربيّة.
وأخيرًا..
نحن على دراية بما تتطلبه مشاريع "محو الأميّة الرّقميّة"؛ فافتتحنا في "طلال أبوغزاله العالمية" بوّابات مراكزنا، ومحطاتنا، وأكاديميّاتنا؛ لتدريب العاملين في القطاعين العام والخاص كافّة، وسِرنا نحو تحقيق "الحضانة" لشبابنا العربيّ المبتكر، وحافظنا على أهمّ "ثرواتنا"، ضامّين إلينا شراكات من خبراء أرباب "المعلوماتية" سواء آلمتواجدين في الشّركات أو المؤسّسات، أو الاتّحادات، وأسندنا إلى أنفسنا مهمّة "القيادة"، و"الرّيادة" وفق خطط ملموسة وذات مصداقيّة؛ رغبة في السّير خطوة خطوة بدءًا من (التّمكين)، فـ (الحَوكمة)، فـ (الرّيادة).