العَالَمُ إِلَى أَيْن؟

02 ديسمبر 2020 د.عماد الخطيب

يعدّ "فن المقال" أحد أهم أنماط فنون النثر المكتوب في العصر الحديث، التي "تلخص الفكرة والجدل في سطور تعنى بالوصف والتشريح وتقديم ما ينفع القارئ ويرضي طموحه"، وتتشعب أنماطه، ويمسّ أغلب جوانب المجتمع، ويقترب من لغة "الوَاقعية" وسماتها منهجًا، ويبتعد عن "الخيال والصورة التشبيهية" ويَحترف كتبة "المقال": "العزف على وتر الحكمة وما ينفع الناس ويؤثر فيهم".
وحديثي اليوم عن كتاب (العالم إلى أين؟) للدكتور طلال أبوغزاله..
وهو سلسلة مقالات "تستنهضُ الهِمّة.. وتَصنَع الفَرْق".. وقد كانت في الأصل حلقات (تلفزيونيّة) قدّمها الدكتور طلال أبوغزاله قائد المعرفة، وصانع الفرق، وصاحب "الكلمة الأقرب إلى مَحبّة النّاس"؛ بلغة الخَبير/ الحَكيم، ضمن برنامجه "العالم إلى أين؟" عبر قناة RT العربيّة.. الذي بُثّ في عام الأزمات (2020)
وقد تنوعت المقالات، وتشعّبت؛ مُتلمّسة "المشكلات الاجتماعية" المُعاصرة، وفق "منهجٍ واقعيٍّ"، حرصت خلاله على تقديم "الحلّ" إلى جانب "تشريح المُشكلة".
وبسّط الدكتور طلال في مقالاته المسألة حين قال حكمته التي جرت على كل لسان: "قد تتحول النّقمة إلى نعمة"، ويريد بذلك أن يكون ديدن ما نصنعه هو "مُواجهة الأزمات"، لا "الاختباء وراءها"، ويريدنا أن نحترف "تحويل الأزمات إلى فُرَص".
أما حديثه عن الذّكاء التّقنيّ AI " فحديث مُستفيض؛ ذلك لأنّه "عِلم يُستفاد منه"، وسيقود العالم، وسيقسم الناس إلى نمطين "عارف وجاهل" والذي سيكون جاهلا به.. سيجد نفسه معزولا عن العالم، وشيئا فشيئا سيكون مصيره التهميش، أو الزّوال! وتحدث عن "كواليس التّجارة العالميّة، وأسواق النفط" مبيّنًا أنّ "بيع النّفط" ليس "تجارة"! وشرح مؤثرات "الانتخابات الأمريكية"، و"مَنْ - وما يتحكّم بها" وتحدث عن "الأزمة اللبنانية: بما لها وما عليها"، و"التّعلّم والتّعليم: وما يجمعهما، وما يفرّق بينهما.. في ضوء التّطوّر والتّوجّه إلى التّعلّم الإلكترونيّ، وما اصطلح على تسميته بـ(التّعلّم عن بعد)"، ومؤشرات صعود "عملاقي الشّرق (الهند والصّين)، والصّراع التجاري/الاقتصادي قبل "السياسي" بين العُملاقين "الأمريكيّ والصّينيّ"، وسبل الخلاص من (حرب عالمية جديدة)! والسّرّ وراء تأسيس "صندوق النّقد الدّولي"! كي تبقى الكلمة الأولى والأخيرة لمن أسسوه.. وغير ذلك من الموضوعات القيّمة.
لقد تحدّثت المقالات بلغة عربية قريبة من العقل والقلب، وكما وصلت رسالة الدكتور طلال "المحكية" وصلت رسالته "المدوَّنة".
هذا.. ولا يخفى ما حَفل به عام 2020 من أحداث، ومشاهد، وتطوّرات.. كان لها الأثر الأكبر على دول العالم.. ولم يسلمْ منها أحد، وستؤثّر على القادم من أيامنا على الأقل في السّنوات الأربعة القادمة.
وختامًا..
ويعلمنا طلال أبوغزاله حين عرّجت مقالات كتابه على أغلب تلك الأحداث.. وما يرتبط معها من سياسات، وتجمّعات، ومَصَالح واجتهادات.. وغير ذلك.. كيف صَدَقَ عنوان كتابه حين استقر على "العالم إلى أين؟"، وقد رَسَمَ خَطّ سير العالم، واستنهض الفِكر فينا؛ كي نخطّط قبل أن نعدّ العدة لأي عمل.