الإعلام الرّقميّ .. والمُستقبل الذّكيّ

01 يناير 2020 د.عماد الخطيب
تشير إحداثيات الإعلام الجديد إلى سيطرة التقنيات الرّقميّة على زواياه؛ مما يجعلنا نؤمن بأنّنا في مرحلة تتخطى "الرّسم بالكمات" إلى مرحلة "النطق بالصّور".
فيجب أن يكون من أولويات الأهداف التي تحققها المؤسسات الإعلامية الجديدة، رسم الخطوط العريضة لخطة سير برامجها.. التي تبثّها متزامنة مع التطوّر المذهل، والسّريع لما يجري حولنا.. فما عاد مقبولا أن نبثّ معارف تقنيّة عمرها عام واحد! لأنّ العام كفيل على تغيير نتائج وابتكار ما من كان أحلامًا في عقول العلماء، وأصبح واقعًا بين أيديهم.
وعلى المؤسسات الإعلاميّة الرّقميّة الجديدة أن تسعى إلى استقطاب المعرفة من كلّ مكان، أو صناعتها، من أجل بثّها إلى كلّ مستفيد، ولن يتمّ هذا دون استعداد فطريّ لدى المُستقبِل الذي يتلقّاها.. ويشتمل هذا استعداد الطرف البشريّ والطرف الآليّ، وبهما معًا لا بواحد دون آخر سنضمن وصول المعرفة، حيث تؤتي أكلها في المكان، والزّمان المناسبين.
وتتلخّص أهداف المؤسسات الإعلاميّة الرّقميّة الجديدة، بعيدة المدى، في خلق جيلٍ معرفيّ يتسلّح بالمعرفة، ويتزوّد بالكلمة، ويُحاكي الصّورة من خلال ما يتابعه من برامج تقنيّة، أو تدريبيّة، أو برامج ذات صبغة عِلميّة، ومرغّب فيها، وموجّهة إلى الجنسين عمومًا، وإلى فئات الأطفال، والشّباب على وجه الخصوص.. إضافة إلى بثّها ما يغذّي عقول الجيل؛ ويجعلهم فردًا مفيدًا لمن حوله من أخبار، أو مواد ثقافية، أو أدبية منوّعة.
وتخطّط المؤسسات الإعلاميّة الرّقميّة الجديدة إلى قيادة المستقبل الذكيّ القادم بكل مخترعاته التي يقودها الذّكاء الاصطناعي؛ وذلك من خلال تأسيسها لقواعد بيانات معرفية.. قابلة للتّجاوب مع متطلبات حياتنا الجديدة..
وستحتاج هذه المؤسسات الإعلاميّة إلى آلاتٍ تخدمها، وعلى رأسها ذاك أجهزة حاسوبية راقية المعايير والتصنيفات.. ومن هنا فلقد أسسنا في طلال أبوغزاله مؤسسة إعلاميّة رقميّة جديدة؛ تكمل مشوار المؤسسة الإعلاميّة التي أنشأناها منذ جيل، وتواصل بناء القاعدة المعرفيّة الرّصينة .. وجداول البيانات المتتالية من أجل ضمان وصول المعلومة إلى مستقبيلها في الزمان والمكان المناسبين..
ويعلمنا طلال أبوغزاله..
أننا أسّسنا قاعدتنا الإعلاميّة بمرونة؛ تضمن استجابتها لأيّ تطوّر يصنعه المستقبل الذّكيّ، وأظهرنا في إعلامنا بعدًا توعويًا ذكيًّا قادرًا على توجيه عقول من يسمعنا، ويشاهدنا للمشاركة في رسم المستقبل، وتصوّره.
وأخيرًا.. يفرض تطوّر الإعلام الرّقميّ المُشاهد والمَنطوق على المؤسسات إدارةً من نمط مختلف، وموادّ معرفيّة ذات طابع مختلف، ومن أهم ما يميزها قدرتها على رسم مستقبل جيلٍ، ستختلف موجوداته عمّا هو موجود بيننا، وعلى إعلامنا تتوقف مسؤولية استعداده لفهم ما يجري حوله، وتحليله، وتطويره.
وأخيرًا..
فإننا أمام بوابة ستفتح للعيش، وفق متطلبات العصر الذكيّ.. ذاك الذي سيعيد بناء حياتنا على أساس ما يشمله من مخترعات.. ستحدثها ثورة الذّكاء الاصطناعيّ بعد أن تحوّل كلّ ما حولنا تقريبًا إلى أجهزة ذكيّة، تُسهّل العيش علينا، وتختصر المسافات والأزمان.. وتمكّننا أخيرًا من استثمار الوقت والجهد معًا.