هل يمكن تجنيب العالم مغبة صراع عسكري صيني أمريكي

20 ديسمبر 2020 ماذا بعد تفوق الصين الشعبية على الولايات المتحدة الأمريكية ؛ إقتصادياً *** حيث يؤكد صندوق النقد الدولي  في تقربير ، أن ( هناك تغير جذري في موقع الولايات المتحدة الأمريكية في الاقتصاد العالمي ، وأن الصين أسقطت أمريكا من عرش الاقتصاد العالمي وأصبح اقتصادها هو الأكبر في العالم ) .
هذا الواقع من وجهة أمريكية غير مقبول ، بخاصة عندما لا يقتصر تقدم الصين على الولايات المتحدة في التجارة، ليتعداه الى الإقتصاد، فالولايات المتحدة ترى في النمو الاقتصادي للصين تهديداً للأمن القومي الأمريكي ، وأنها ( أي الصين ) تريد السيطرة على العالم من خلال قوتها الاقتصادية ، حيث باتت الشريك الرئيس لجميع الاقتصادات الكبرى في العالم.

وعليه فقد حذر المفكر العالمي طلال أبو غزالة من وقوع صدام عسكري بين العملاقين قد يتوسع ، باعتبار ان الاقتصاد هو المحرك الرئيس للقرارات السياسية وعلاقات الدول وطموحاتها.
يرى أبو غزالة أن تقرير صندوق النقد الدولي ( الذي اعلن التقدم الصيني) يثير القلق رغم أنه يبدو تقنياً في شكله، متسائلاً  هل جاء التقرير ليعطي أمريكا سببًا للقيام بعمل ما؟ بالتزامن مع الإرتفاع المتزايد في عدد إصابات كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية والانخفاض (العجيب) في الصين، فالأخيرة تحافظ بحسب الرئيس الصيني (شي جين بينغ) على “حياة الناس كأولوية وأرزاقهم كأولوية أيضًا ) وقد استطاعت المحافظة على الأمرين ، معاً .
يتوقف أبو غزالة عند إعلان تقرير صندوق النقد الدولي، ، متسائلاً عمّا إذا كان إعلانه قراراً موجهاً؟ أم أنه أتخذ دون موافقة أمريكا؟ أم  أن صندوق النقد يدفع بأمريكا لإتخاذ إجراءات معينة؟
ثمة مدرستان رئيستان لقياس التفوق الإقتصادي ، ليس مجمعاً على أي منها الأصح ، فهناك سعر الصرف السائد في السوق MER)  ) وألـ (PPP)
– التقييم بموجب النظام الحالي (MER)يعطي لأمريكا 20 تريليون والصين 14 تريليون.
– بينما مقياس (PPP)  ) يعطي الصين 24 تريليون وأمريكا 20 تريليون.
مهما يكن من أمر ، وبغض النظر عن التقييم الأصوب ، فأن الصين تتقدم على الولايات المتحدة أو تكاد تسبقها  ، وهو ما لا تقبل به أمريكا ، ولن تتنازل ببساطة عن قيادتها اقتصادياً للعالم ، ما سيؤثرعلى الأمن والسلم الدوليين.
وبغض النظر عن مدى دقة أي من الحسابين ، فإن تقرير صندوق النقد الدولي يؤكد أن الإقتصاد الأمريكي سيصبح ثاني اقتصاد في العالم وبفارق 4 تريليون عن حجم الإقتصاد الصيني .  
لقد أصبحت الصين أكبر مصنع وتجمع صناعي في العالم، ا وهي  تنفق أعلى نسبة في البحث العلمي ، كمعيار مهم للتقدم التقني والصناعي للدول، وتعتبر الصين الدولة الوحيدة في الدنيا التي ستحقق نموًا في ناتجها القومي هذا العام 2020  بنسبة 3% ، ينما باقي دول العالم ستحقق أرقاماً سالبة مع نهاية 2020   .  
ودعا أبو غزالة للتعلم من الصين بغض عن بعض الاعتبارات الشخصية ، فقد بدأت الصين بتلقيح مواطنيها ضد كورونا ، في حين أن أمريكا هي أول من أعلن أنها ستبدأ التلقيح ومن ثم أوروبا وباقي دول العالم ،  ورغم أن اللقاح الصيني الحالي تجريبي وليس نهائي، إلا أن أعداد الإصابات لديها أقل والوضع الإقتصادي فيها هو الأفضل وهذا هو التوازن الذي نادى به أبو غزالة ، وقال أنه سيحكم مستقبل الدول ، والذي طبقته الصين .
نلاحظ أن الصين تعني ما تقول ،  فرغم ان العالم سيواجه خطراً أشد من كورونا خلال 10 سنوات ، وهو الإحتباس الحراري والتلوث البيئي ، إلا أنها  تواجه التحديات السياسية الخاصة بها ، عندما تُعلن أن إقامة علاقات سياسية ودبلوماسبة مع تايوان هو خط أحمر وبالتالي ستتخذ الإجراءات التي تراها مناسبة، بما في ذلك العسكرية ، وكذلك عندما  تتحدث عن مشكلات بحر الصين الجنوبي .
وهي تحديات إضافية تزيد العلاقات الصينية الأمريكية تعقيداً ، ما يستدعي منع هذا الصِدام العسكري من أن يقع ، وبحكم علاقاته الطيبة مع الطرفين ( الصين وأمريكا )  يستطبيع المفكر أبو غزالة أن يلعب دوراً ؛ بجمع حكماء غير حكوميين من الطرفين  لحل الصراع الأمريكي الصيني، معرباً عن إستعداده لأن يكون خادماً للقاء يبحث تجنيب العالم حرباً عسكرية .
وكشف أبو غزالة، عن أن العمل جار لتحقيق ذلك الاجتماع المعلن المفتوح في يوم التسامح العالمي – لينبثق عنه فريق حكماء عالمي وتحديدًا من أمريكا والصين ، لتجنيب العالم صراعا عسكرياً فشروط أمريكا ألـ 15 غير مقبولة من الصين وتقدم الصين الإقتصادي على امريكا من الصعب أن تستوعبه الولايات المتحدة ولا بد من إيجاد حلول من حكماء غير رسميين من الطرفين بمساعدة آخرين في مقدمتهم صاحب الإقتراح ؛ الذي يحظى بعلاقات طيبة مع الطرفين ، والذي تمناه عليه البعض ولو كانت نسبة النجاح متدنية 1 % .