بحسب المفكر العربي العالمي الدكتور طلال أبوغزاله .. وراء الأزمة الإقتصادية العالمية تضارب المصالح الأمريكية الصينية
14 نوفمبر 2021ستدبر واشنطن إحتكاكاً في بحر الصين الجنوبي لمنع ورادات النفط
.. وصولا لنظام عالمي جديد تستفيد منه 3 أطراف : المنطقة العربية والدول”المانحة ”
والمنفذة
جائحة كورونا فاقمت الأزمة الإقتصادية .. واستخدام التقنيات الحديثة
حدّ من مخاطرها
تشابك الإقتصادين الصيني والأمريكي سيحجم الاحتكاك ويعجل ولادة النظام
الجديد
أمريكا ستعمد لتحييد روسيا لكي لا تساعد بكين
إبتداء رغم أن مصادر المفكر العربي العالمي الدكتور طلال أبوغزاله هي
ذات نتاج دراسات وأبحاث ومعلومات واستخلاصات مراكز دراسات غربية غالباً ، لكن ما
يذهب إليه أبوغزالة ، يختلف عن أغلب ما تصل إليه مؤسسات صنع القرار في
العالم ، لما يتميز به من شجاعة وقدرات على التحليل من خارج الصندوق.
وفي دماغه الموسوعي ، ناحيتان ، أولاهما أن إستعادة الأمة العربية
لمجدها ودورها يستدعي الأخذ بأسباب العلم والمعرفة والتعلم والتكنولوجيا والتطور
والتميز والتفوق ، وهو سلاح يعادل القدرة العسكرية وقد يزيد ، وما يستوجبه في
السياق تحرير فلسطين من مغتصبيها .
وثانيهما أن تحقيق ما سبق يستدعي العمل له بدأب مستدام ، بأساليب
ومعطيات ومستلزمات تحاكي العصر وتمتلك أدواته .. ولا تتوقف عند حدود التلقي وإنما
الإبتكار لتحقيق شروطه ، وتحويل أزمتها إلى فرصة ، بل وأزماتها إلى فرص منتجه من
إبداعها ، يعيد لها الثقة بالمستقبل ، ويصوب مواطن الخلل في مسيرتها على مدى
القرون المنصرمة .
ويحث أبوغزالة على البحث في أزمات العالم ، ووضع حلول قابلة للتنفيذ ،
وفي المقدمة أزمة العالم الإقتصادية ـ التي فاقمتها جائحة كورونا ـ
وهو ما لم يستعدْ العالم له ، فيحول دونها ، والحد من كوارثها متعددة الجوانب،
فقليلة جداً المؤسسات التي كانت مستعدة لها كـ ( مجموعة أبو غزالة العاالمية ) فلم
تتوقف عن العمل خلال الجائحة ، لأنها كانت مستعدة لها مسبقاً .
ويرى المفكر أبوغزاله أن جذر الأزمة الإقتصادية العالمية الراهنة
متولد عن صراع العملاقين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكية ،
فأمريكا تجد نفسها على وشك فقدان دورها كدولة أعظم ، حيث تتراجع مكانتها ، فيما
تتقدم الصين عليها ، أخذة ( مكانتها ) ، في سياقات متعددة ، بمشروعية دولية وفق
نظام منظمة التجارة العالمية الموافق عليه من قبل الولايات المتحدة ،ذاتها ، والذي
يسمح وفق سياقات زمنية محددة ، بإدخال أي تعديل مصنعي مفيد على أي إختراع ليكون
ملك المبتكر الجديد (وهو هنا الصين ) ما مكنها من إمتلاك تريليونات الدولارات ، ما
تعتبره واشنطن خلافا للحقيقة ( أنه سرقة لحقوقها) .
وفضلا عن ذلك ففي الصين آلاف الشركات الأمريكية العاملة هناك ، نظراً
لرخص العمالة الصينية، وفي أمريكا العديد من الإستثمارات الصينية ، ما أضر
موضوعياً با لإقتصاد الأمريكي ، على نحوٍ معلن ولكن ليس مخالفا للقانون ، لكنه
مكلف لأمريكا بشكل كبير، وهكذا باتت الصين تمتلك تريليونات الدولارات والسندات
الأمريكية المدينة.
وإستطاعت البراجماتية الصينية،أن تغزو الأسواق الأمريكية التقليدية في
إفريقيا وأمريكا اللاتينية ، وأن تقيم تحالفات قوية مع روسيا وإيران وفنزويلا
وكوريا الديمقراطية ومجموعة دول ألـ (البريكس) وغيرها ، وهي في أغلبها دولاً
منافسة للغرب ولأمريكا بخاصة ، سياسياً وإقتصاديا وبعضها في مجالات عسكرية..
وطموحات بكين بعيدة المدى التاريخي والجغرافي ، تعود زمانيا إلى طريق الحرير،
والعمل جار على إستعادة أمجاده ومد مداه جغرافياً على نحوٍ يتسق مع تطورات العالم
تكنولوجياً ، وطموحاتها العتيقة .
ويؤكد أبوغزاله ،أن الولايات المتحدة تريد إرغام الصين على عدم
أخذ مكانتها الأعظم (وهو أيضاً ما لا يروق لدول غرب أوروبا الرئيسة أيضاً )
.. وأمريكا مستعدة لخلق مشكلات للصين في بحرها ، بقصف البواخر الناقلة للنفط للصين
من إيران أوسواها ، وتعطيل تحالفها مع روسيا بطريقة أو بأخرى ( كتوريط موسكو
في المغطس الأفغاني أو في البحر الأسود ) بحيت لا تستطيع مساعدة الصين أو بخلق
إشكالات بينهما، للإستفراد بـ بكين وشل قدراتها التصنيعية، بتعطيل وصول واردات
الطاقة إليها.. وبالتالي إضعافها إقتصاديا وإجبارها على التفاوض ، وصولاً لنظام عالمي
جديد ، تؤمن فيه واشنطن مصالحها.
ويلاحظ ابوغزاله أن مصالح الولايات المتحدة لا تتوقف عند حدود تضاربها
مع الصين وروسيا والبريكس وضمنها الهند ، بل تتعداها إلى معاناة الدولار الأمريكي
، ومن دعوات دول حليفة تاريخيا لواشنطن كـ بون وباريس ولندن ، لإعتماد عملة دولية
أخرى ( فضلاً بالطبع عن بكين وموسكو) وقد خطت الصين عملياً في هذا الإتجاه ..
بإستثنائها من التعامل بالدولار ، وهناك تعاملات تجارية باتت تتم
مقايضة أو دون إعتماد الدولار كوحدة قياس ، وإن توسعت وتحققت هذه التوجهات فإن ذلك
يعني فقدان واشنطن سلاحها الإقتصادي الأهم الذي تستطيع من خلاله التحكم بتسعير
برميل النفط ، وتدمير أي بلد في العالم إن أرادت ، بمنعه التعامل التجاري بالدولار
وإسقاط القيم الشرائية للعملات الوطنية لتلك الدول .
بهذا المعنى ، لا مخرج للولايات المتحدة الأمريكية ، للإبقاء
على الدولار كوحدة قياس إقتصادية عالمية ، والخلاص من أزمتها الإقتصادية ، إلا
بإلزام الصين ؛ القبول بفرض نظام عالمي جديد ، تحفظ واشنطن من
خلاله مكانتها ..
ويرى ابوغزاله،أن الصين لن تقبل بإملاءات أمريكا، فتعمد الأخيرة
لفرض حصار على الصين وتدبير احتكاكات في بحر الصين الجنوبي، لن تقود إلى إحتلالات
لأي منهما ، لكنها ستضر إقتصادياً بهما ، بحكم تشابك إقتصاديهما ، وصولاً أخيراً
لولادة نظام عالمي جديد .
وينوه أبوغزاله في رؤيته بأن 3 أطراف ستستفيد من هذه الولادة ،أولها
المنطقة العربية التي دُمرت خلال العقد الأخير ( وهي بالأرجح سورية والعراق واليمن
وليبيا ) وتليها الدول المتضررة لبنان وتونس ومصر والجزائر والسودان ..
وثانيها الدول التي ستمول الإصلاحات من مشاريع إعمار وسوى ذلك ومظمها الخليج
وروسيا والصين ، والطرف الثالث الجهات المنفذه لعملية الإعمار كـ أمريكا ودول
أوروبية والصين وروسيا وإيران..