طلال أبو غزالة حري بأن يدرّس في مساقات علم الاجتماع والاقتصاد والسياسة والتربية الوطنية والإستشراف والمعرفة

07 نوفمبر 2021 كثيراً ما يدون العظماء وكبار الساسة والمفكرين والعلماء والأثرياء والحكام  والفنانين والمناضلين وربما المجرمين أيضاً ؛ سير حياتهم الذاتية ومذكراتهم ، لغير سبب ، ولكن غالباً ما تكون تلك المذكرات لتعظيم الذات والتباهي بـ ( المنجزات ) الحقيقية منها والموهومة .. وقد يكتب البعض مذكراته وسير الحياة من باب تبرئة الذمة والإعتراف بأمور كانت مخبأة في بعض زوايا الذاكرة لغير سبب ، ويقيني أن قلة منهم من يكتبها ليضع خلاصات تجربته الحياتية ووافر علمه ومعارفه في مختلف المجالات التي خاضها ، في متناول العامة والخاصة ، من شعبه وأمته ومعتقده ، وكل من يرغب الإستزادة .
من هؤلاء القلة النادرة الاستثنائية في زماننا وكل زمان ، المفكر العربي والعالمي الدكتور طلال أبو غزالة ، الذي ما خاض غماراً إلا وأبدع فيه وكان سباقاً  بحيازة مراتب التميز والشرف . 
والجميل أن طلال أبو غزالة ، كان متصالحا منسجما مع نفسه صادقاً ، مدركاً بدقةٍ شُجاعة هدفه ، ومحددا طريق الوصول إليه بغض النظر عن المشاق ، مذ كان طفلاً حمل على كتفيه ودماغه هم أسرته وفي المقدمة والديه اللذين كان له منهما حظ الرضى والإكبار وتكليفه بالمهام الصعبة .
كان ديدنه على الصعيدين الشخصي والوطني ؛ التفوق بالعلم والعمل ، وطريقه إلى ذلك الثقة بالنفس وإدراك مكانتها عنده وما يليق بها ، دون عقد ولا تبسيط للأمور أو إستهانة بالمشاق ، فرسم مبكراً مستقبله ، ولم يشغله هذا عن شعوره الوطني والقومي والإيماني ، أو يهبط به إلى غير ما ينبغي ، ومع كل هذا وضع نفسه في سياقها الإنساني الرفيع . 
لم يكن ليخجل من تذكر أو ذكر الأيام الصعبة القاسية المرة ، شفافاً ، دؤوباً ، واقعياً على قدرة مذهلة أكثر من ضرورية في تجيير كل صعب على طريق نجاح متصل مستدام . 
هذا ما إستخلصته من الصفحات ألـ 71  الأولى التي قرأتها الليلة من ( كتاب سر المجد رجل من بلدي : سيرة حياة الدكتور طلال أبو غزالة من إعداد وتقديم ليلى الرفاعي ) 
من هنا فأنا على يقين أن سيرة أبو غزالة أحق أن تدرس لتحفيز قيم العمل والعلم والنضال والسلوك المجتمعي والصدقية والتواضع وقوة الإرادة والثقة بالنفس والصبر والتصميم .. في مساقات مناسبة في علم الاجتماع والاقتصاد والسياسة والتربية الوطنية والإستشراف والتعلم وتكنولوجيا المعرفة .. 

مع ملاحظة أن ذلك لن يرفع من شأن الرجل في شيء ، فقد حصل ويحصل على كل أسباب الشهرة والتميز والنجاح والنفوذ  الإقليمي والدولي ، إنما تتأتى أهمية تدريس سيرته لإفادة شبابنا وشيبنا ، وسياسيينا ، بل ومربي الأجيال وأكاديميي جامعاتنا .