في حوار مع المفكر العربي العالمي الإقتصادي طلال أبو غزالة على قناة الحياة المصرية
25 يوليو 2021الهيئة العربية للتصنيع في مصر تُدشن بالتعاون مع مجموعة أبو غزالة
العالمية .. خطوط أول منتج عربي من التابلت واللاب توب والجوال
عندما أقول مصر ‘ فإنما أقصد الأمة العربية، دولة مصر هي العرب وهي
الأمة والقاطرة
هناك 5 شركات معرفية لا تبيع النفط أو تتعامل بالأموال أو أي نشاط آخر
، وإنما هي نتاجات واختراعات معرفية حيث يساوي حجم شركة واحدة منها حجم دول مجتمعة
قيادة الدولة المصرية ؛ الإستثمار في المستقبل وليس في إرضاء شعبها
حاضراً ، هي تبيع الحاضر لشراء المستقبل، تركيزها مُنصب على البنية التحتية
و”اقتصاد المعرفة”
سنكون من أهم 10 اقتصادات في العالم خلال عقد زمني
الصراع والمعركة بين أمريكا وبين الصين وروسيا مجتمعتين قادمة لا
محالة
تحاول الفضائيات إستثمار المفكر العربي العالمي الدكتور طلال أبو
غزالة ، وما يتوفر عليه من خبرات وطاقات ورؤى شجاعة وبصيرة معرفية وقدرات ، على
صناعة الحدث بناء على المعلومة الدقيقة والقدرة على قراءة التكنولوجيا والمعرفة .
ومن هذه الفضائيات قناة الحياة المصرية ، التي خصصت مقابلتها مع أبو
غزالة بعنوان : الهيئة العربية للتصنيع تُدشن خطوط إنتاج أول منتج عربي من التابلت
واللاب توب والجوال .. ثم عرّجت حول صراع الولايات المتحدة الأمريكية والصين،
مبدية معرفة رأيه في الإدارة الأمريكية الجديدة ” الحالية”.
تقول مديرة الحوار أن مجموعة طلال أبوغزاله العالمية استحقت كلمة
العالمية ومكانة عالمية فهي ثِقل اقتصادي عالمي نراها في مدن العالم الكبرى
ومتواجدة بقوة من خلال الشراكات والاستشارات، والدكتور طلال أبو غزالة بقدر ما هو
متواضع ولا يحب الألقاب؛ هو خبير اقتصادي عالمي كبير، ينظر إلى العالم بعين سياسية
اقتصادية، له رؤيته عن أمريكا والصين وعن الاقتصاد العربي بعامة والمصري بخاصة..
بل بحسب مديرة الحوار هو مهتم بالاقتصاد المصري أكثر من الاقتصاديين
المصريين أنفسهم، فهو أول من تنبأ ولاحظ التصاعد في معدل النمو الإقتصادي المصري ،
والفرص الاقتصادية الواعدة لمصر، وانتقد الإعلام المصري على تقصيره في نقل التجربة
الاقتصادية والمشروعات المصرية الكبرى الناجحة.
وكانت قراءة أبو غزالة لمستقبل مصر ، ومنحها الأولوية للمستقبل على
حساب الحاضر ، السبب في الشراكة المهمة التي تحققت بين شريك عالمي من العيار
الثقيل (مجموعة طلال أبوغزاله العالمية)، مع مصر ممثلة بـ الهيئة العربية للتصنيع .
أوضح أبو غزالة أنه عندما يقول مصر ‘ فإنما يقصد هنا الأمة العربية،
دولة مصر هي العرب وبالنسبة لي هي الأمة والقاطرة ؛ التي كنت توقعت وما زلت
أصر أنها ستكون كذلك عام 2030 ، حيث ستكون سابع أهم اقتصاد في العالم وهذه نقلة
ليست سهلة.
ويسأل أبو غزالة نفسه بالنيابة عن أي محاور أو أي باحث كيف ولماذا؟
يجيب أبو غزالة ، أن سياسة قيادة الدولة المصرية ؛ الإستثمار في
المستقبل وليس في إرضاء شعبها في الحاضر ، وذلك يعني أنها تبيع الحاضر لشراء
المستقبل، حيث تركيز دولة مصر مُنصب على البنية التحتية وعلى أساسات الإقتصاد
المستقبلي “اقتصاد المعرفة”، الثورة المعرفية هي ثورة حقيقية نحن لم نُدرك حتى
الآن حجمها وأبعادها وقدراتها، ولكن يكفي أن نقول شيئا واحداً ، بأن هناك 5 شركات
معرفية لا تبيع النفط أو تتعامل بالأموال أو أي نشاط آخر ، وإنما هي نتاجات
واختراعات معرفية حيث يساوي حجم شركة واحدة منها حجم دول مجتمعة.
موضحاً ، أن ليس هنالك شركة حققت الوصول لقيمة تريليون دولار إلّا
الشركات المعرفية، نحن أمام مستقبل يختلف عن كل ما نحن نعرفه الآن ، ويجب أن ندرك
أن هذا سيؤثر على كل شيئ فينا ، الأمر الذي يتطلب وجود بنية تحتية معرفية، أي
الإستثمار في كل ما يدعم الاختراعات والإبداعات المعرفية وخصوصًا التعليم الذي
يُعتبر من أسس البنية التحتية.
ويضيف أن اهتمامه بالاقتصاد المصري هو من اهتمامه العربي، فهو قومي
عربي ، وإنطلاقاً من شعوره القومي فإنه يفخر بهذا التطور الذي يحصل وهو مؤمن بأننا
سنكون من أهم 10 اقتصادات في العالم إن شاء الله.
ويرى أبو غزالة ، أن هنالك 3 أساسيات في الحياة والباقي مجرد تفاصيل
وهي: (الغذاء، الدواء، المعرفة) .. المعرفة تعني أن تكون هنالك بنية تحتية
إتصالاتية أي “إنترنت” يكون متاحاً لكل إنسان، ونوه بأنه نادى من أحد مناصبه
الأممية بصفته الشخصية بأن يكون أحد حقوق الإنسان هو “الإتصال الإلكتروني” أي أن
لكل مواطن في العالم الحق في الحياة، والغذاء، والدواء، والتعليم ، أي أن يكون له
حق الإتصال المعرفي.
وبين أن مجموعة طلال أبوغزاله العالمية ، وفرت خط إنترنت خاص بها ، أي
أنها المزود لنفسها، كما أن البنية التحتية المعرفية تتطلب تيسير وتأمين الأجهزة
الإتصالاتية مثل: لاب توب، موبايل، تابلت لأنها أصبحت من أساسيات الحياة، فالجوال
هو بنفس أهمية الطعام الذي أحتاجه للعيش.
وأوضح أبو غزالة أن 5 شركات محدودة تسيطر على سوق الإنترنت في العالم،
شارحاً طموحه ليس فقط في إنجاز المصنع في دولة مصر بالشراكة مع الهيئة العربية
للتصنيع تحت قيادة الفريق عبد المنعم التراس ، وإنما في إنشاء أول مصنع في جميع
الدول العربية، وفي آسيا الغربية، وإفريقيا فنحن لسنا حدثًا عابرًا أو شيئاً
عاديًا. وصولاً إلى قيادة هذه الصناعة على مستوى العالم، مستذكراً تزويد جمهورية
تشيلي بشحنة أجهزة لاب توب خاصة للتعليم.
وفي حديثه عن الولايات المتحدة الأمريكية والصين ورأيه في الإدارة
الأمريكية الحالية ، قال ؛ السياسة الأمريكية لا تتغير بالرؤساء ، على نقيض
الاعتقاد لدينا بأن تغير الأشخاص يغيّر السياسة الأمريكية ، ما يتغير أو
يختلف أمريكياً هي طريقة التعبير عن السياسة فقط ؛ لأن السياسة لا يصنعها
الرئيس، الرئيس جيمي كارتر كان يقول لي أن رئيس الجمهورية هو أعلى موظف في الدولة
، فهو يقوم بتنفيذ السياسات التي تضعها مراكز وضع السياسات في أمريكا، حيث هنالك
آلية معينة تسير فيها هذه القرارات والسياسات، كما يقول أيضًا أنه قام بتوقيع
وثيقة ( لا يعرف ما فيها) لأنها تعبر عن إرادة الشعب الأمريكي، فالسياسة في أمريكا
ترسمها المؤسسات.
الشيئ اللافت للنظر بحسب أبو غزالة ، الآن ، أن أسلوب التعبير
والتعامل في عهد بايدون، أصبح مختلفا، داعيا لأن لا يتفائل أحد بهذا الأسلوب،
فأسلوب ترامب كان عدائيًا وهجوميًا ، لكن هذا لا يعني أنه أسوأ أو أفضل من بايدن،
هنا سأقول جملة واحدة أتمنى أن يركز عليها صانعوا القرار والإعلام عندنا ، قال
بايدن الأسبوع الماضي: “لن يكون هنالك استقرار في المنطقة العربية إلا إذا وافقت
جميع الدول العربية على إسرائيل كدولة مستقلة يهودية” ، وهذا كلام ينطق به لأول
مرة رئيس أمريكي ، فيهودية الدولة، يشبه وعد بلفور الذي وعد اليهود بما ليس من
حقهم، والآن يريد إعلان أول دولة دينية يهودية مشروعة ، في العالم ، بالرغم من أن
أمريكا دائمًا تدعو لعدم التمييز الديني أو العرقي، هذه نقطة مهمة جدًا ويجب
الإلتفات لها.
ما يؤلمني أن أغلب إعلامنا العربي عندما يشير إلى هذه العبارة ينسى
كلمة يهودية فهو لم يقل دولة مستقلة فقط بل قال “دولة يهودية” أي أن هنالك 3 مليون
فلسطيني في هذه الدولة اليهودية التي هي دولة احتلال، سيطردوا منها لأنهم ليسوا
يهوداً ” هذا القول يدل على أنه لا يجب أن نتفائل، وزير الخارجية الأمريكي يهودي
ديانة وتعصبًا.
ما أريد قوله أننا أمام (وعد بلفور جديد) يجب محاربته ولا يجب تمريره
، الكلمات لها تعبير كبير فنحن مع الأسف لا ندرك أثر ثقافة التعبير، المفاوضات بين
إسرائيل كما يسمونها والفلسطينيين في أوسلو تعطّلت أسبوع كامل على كلمة (السلطة
الوطنية الفلسطينية) لأن الوفد المفاوض من قوة الاحتلال قال أننا نقبل قول كلمة
(سلطة فلسطينية) وليس (سلطة وطنية فلسطينية) وهكذا صدر القرار.
سأكتفي بهذا القدر بما يخص عالمنا العربي ولكن أعود على مستوى العالم
لأقول أن الصراع والمعركة بين أمريكا من جهة وبين الصين وروسيا من جهة أخرى ؛
مجتمعتين ، قادمة بهدف الهيمنة على العالم، هذا غرض لا ينتهي بالوقت ، لأن
الدولتين العُظمتين تريدان الهيمنة ، فهذه الحرب قادمة لا محالة ولن تنتهي إلا
بجلوس العملاقان والانتقال إلى عالم جديد ثنائي القيادة على الأقل إن لم يكن ثلاثي
أو رباعي ولكن بالنهاية سوف تتغير هذه الهيمنة وعلينا أن نحسب كيف نتموضع في ظل
هذا التغيير القادم.
الصراع والمعركة بين أمريكا وبين الصين وروسيا مجتمعتين قادمة لا
محالة