مؤتمر تقنية المعلومات والاتصالات في دبي
17 أكتوبر 2007
تقرير المؤتمر
الأربعاء 17 أكتوبر 2007، دبي- الإمارات العربية المتحدة
افتتح الأستاذ طلال أبو غزاله، الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة طلال أبو غزاله ورئيس لجنة التجارة الالكترونية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات التابعة لغرفة التجارة الدولية ورئيس مبادرة الأعمال التجارية لدعم لمجتمع المعلومات، المؤتمر ورحب بالمشاركين. وقد أكد الأستاذ طلال أبو غزاله بأنه على مدى السنوات القليلة الماضية, نما قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات نموا هائلا وغير مسبوق في جميع أنحاء العالم بوجه عام وفي العالم العربي على وجه الخصوص. وباستعراض مدى التغيير الذي حصل في المجالات التقنية والتنظيمية والثقافية, يرى الأستاذ طلال أبوغزاله بأنه وزملاؤه المشاركين ومن واقع مسؤولياتهم سيركزون في البحث على ماهية الأدوار التي يمكن القيام بها بصفتهم صانعي ومطوري ومحفزي مجتمع المعلومات في البلدان النامية.
وبين الأستاذ طلال أبو غزاله انه ما من شك في أن التنمية التي نصنعها ونشهدها لا يمكن أن تنسب إلى مصدر أو عامل محدد بعينه وإنما نقوم جميعا ومعا بدور حاسم في تعزيز التنمية التي تقودها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي تعيدنا مرة أخرى إلى التركيز على مفهوم الأطراف المعنية المتعددة في كل من غرفة التجارة الدولية ومبادرتها المتعلقة بالأعمال التجارية لدعم مجتمع المعلومات وفريق عمل الأمم المتحدة السابق لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتحالف الأمم المتحدة العالمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتنمية وغيرها من المحافل. ومن ثم قدم رئيس المؤتمر, الأستاذ طلال أبو غزاله، جي سيبان، الأمين العام لغرفة التجارة الدولية، ومعالي الشيخة لبنى القاسمي.
لقد تحملت معالي الشيخة لبنى القاسمي مهام وزارة الاقتصاد والتخطيط في دولة الإمارات العربية المتحدة في نوفمبر 2004 وهي بذلك تكون أول امرأة تشغل منصبا وزاريا في دولة الإمارات.
حصلت الشيخة لبنى القاسمي على شهادتها الجامعية الأولى في علوم الكمبيوتر من جامعة شيكو، ولاية كاليفورنيا، ، ثم حصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في الشارقة. وقد أعربت الشيخة لبنى عن شكرها العميق لكل من غرفة التجارة الدولية ومجموعة طلال أبو غزاله لرعايتهما هذا الحدث الهام ولدعوتها لافتتاح المناقشات. كما أكدت الشيخة لبنى على أهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باعتبارها أداة قوية لدفع التنمية قدما وزيادة الكفاءة واستحداث فرص جديدة للعمل كما حرصت على تذكير الحضور انه من اجل تحقيق هذه الأهداف السامية ينبغي أن تكون هناك بيئة ملائمة ومجهزة لتشجيع الابتكار والتنافس على الاستثمار ودفع روح المبادرة. وهكذا، يكون لمجتمع الأعمال دورا كبيرا يلعبه، مع وجود حاجة ملحة للعمل جنبا إلى جنب مع الحكومات لخلق الولاء تجاه المجتمع المدني وتحرير الاتصالات والمنافسة.
وانضم الأمين العام لغرفة التجارة الدولية إلى رئيس المؤتمر في الترحيب بمعالي الشيخة لبنى القاسمي، مشددا على أهمية توفير مثل هذه الفرص لقطاع الأعمال والحكومة لمناقشة القضايا ذات الصلة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما شدد على الدور الحاسم الذي تستطيع الأعمال التجارية أن تلعبه في مجال الاستثمار والابتكار وروح المبادرة، والتأكيد على أن الخبرة التي يمكن أن توفرها الأعمال التجارية لتطوير سياسات لضمان دعم العناصر الأساسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من اجل استخدامها في التنمية الاقتصادية. وقدم جي سيبان عرضاً حول غرفة التجارة الدولية ومبادرتها إلى المشاركين كما حدد القيم الرئيسية التي تحرك أنشطة غرفة التجارة الدولية نيابة عن مختلف القطاعات العالمية لأعضائها: تشجيع التجارة ودعم المصالح التجارية خلال المناقشات العالمية وإيجاد مدخلات تحفز النمو الاقتصادي.
الجلسة الأولى:
تهيئة بيئة ملائمة ومواتية لتشجيع الابتكار والاستثمار والمنافسة وروح المبادرة
منسق الجلسة السيد بيتر هيلموندس، رئيس المسؤولية الاجتماعية للشركة، شبكة نوكيا سيمنز، المانيا، حيث قدم المشاركين ثم بدأ المناقشة بسؤال حول إذا ما كان الابتكار والاستثمار والمنافسة وإنشاء المشاريع ذات صلة بمؤسستهم / وشركتهم وما إذا كانت هذه العوامل تخلق بيئة تمكينية مواتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ممدوح عبد الحميد، مدير منظمة التجارة العالمية، جنيف, اكد أن إيجاد سياسات صحيحة حول الاستثمار والمنافسة يعتبر أمرا في غاية الأهمية من اجل خلق بيئة مستقرة تساعد على استحداث فرص في السوق.
جاكلين راف، نائب الرئيس لشؤون السياسة الدولية العامة والشؤون التنظيمية، اتصالات فيريزون، الولايات المتحدة الأمريكية، أضافت أن الابتكار وروح المبادرة وثيقي الصلة بشركتها. وفي الحقيقة, يتمثل هدف فيريزون في أن تكون مزود خدمات مبتكر وان تخلق من خلال موجة عريضة من الانترنت فرصا هائلة للأعمال التجارية والحكومات في مجال الصحة والبيئة والتعليم. وعلى سبيل المثال ومن اجل ذكر بعض المجالات، اكد آرت رايلي، كبير المدراء للسياسة الإستراتيجية للتكنولوجيا، لسيسكو سيستمز، الولايات المتحدة, أن الابتكار والاستثمار والمنافسة وإنشاء المشاريع تشكل أسس تكنولوجيا المعلومات والاتصال التي تساعد الناس على تحقيق أفكارهم، وبالتالي تمكين حياة الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم.
وعرض منسق الجلسة نبذة حول النتائج التي أوردها تقرير التنمية في العالم الذي أعده البنك الدولي في 2005 حيث تمت دراسة26،000 شركة في 53 بلدا، والذي حدد الحواجز الرئيسية التالية التي تعيق إيجاد مناخ استثماري صحي:
• غموض السياسة
• عدم استقرار الاقتصاد الشمولي
• التنظيم العشوائي
• بنية تحتية لا يعول عليها
• صعوبات إنفاذ العقود
• الجريمة والفساد
ثم طلب منسق الجلسة من أعضاء فريق النقاش تحديد العقبات الرئيسية التي تواجه قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال خبراتهم ومنظورهم. وأشار آرت رايلي إلى انه بالنسبة للمستثمر، تتمثل التحديات الرئيسية التي تواجهه في توافر الفرص وسيادة القانون والسياسات واللوائح. وأضافت جاكلين راف أنه يجب أن يكون هدف المنظم تشجيع نماذج تجارية جديدة جنبا إلى جنب مع توفير اليقين والاستقرار في نفس الوقت.
كما قال آرت رايلي أيضا, أن استقرار الأنظمة واللوائح يعتبر نتاج المرونة وان هناك ثمة حاجة حقيقية لمعايير عالمية تنظم قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وأضاف حميد ممدوح أن المعايير العالمية بالغة الأهمية بالتأكيد ولكنها لا يمكن أن تصدر عن هيئة واحدة وهذا هو السبب وراء أهمية قيام منظمات مثل غرفة التجارة الدولية بمساعدة العملية التنظيمية.
واختتم بيتر هيلموندس المناقشة بالتأكيد على أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تشكل أدوات أساسية للتنمية ولكن لا يمكن استغلالها بشكل فعال دون وجود بيئة صحيحة مواتيه ونظام تنظيمي مناسب.
الجلسة الثانية
تأمين وحماية المعلومات
منسق الجلسة السيد جوزيف الهادف، نائب الرئيس للسياسة العالمية العامة وكبير مدراء الخصوصية، شركة أوراكل، الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قدم المشاركين ثم بدأ المناقشة بسؤال أعضاء الفريق عن رأيهم حول القضايا الأمنية المتعلقة بالانترنت.
كريستوفر كونر، هنتون وليامز، بلجيكا، أفاد بان هناك حاجة واضحة لأطر توفر الحماية القانونية للمستهلكين ويجب على الحكومات أن تكون مرنة وان تأخذ الطبيعة العالمية للانترنت في الاعتبار عند وضع السياسات والتشريعات. وأضاف أنه يجب تحسين الشفافية على الانترنت من اجل إعطاء المزيد من الثقة للمستخدمين. كما أضاف زاهد جميل، من جميل وجميل، باكستان, يجب أن تكون الأساليب الإقليمية متسقة، وينبغي على الحكومات أن تتجنب الصراع بين الأطر.
وركز منسق الجلسة النقاش حول كيفية تأثير اللامركزية للانترنت على السياسات والأطر التنظيمية. وبين كريستوفر كونر انه منذ أن انتقل كل شيء إلى المستخدمين، أصبحت هناك قضايا خصوصية جديدة وعلى المستخدمين أن يكونوا على علم بالقواعد الجديدة والمخاطر المحتملة.
باهر عصمت، ضابط اتصال الشرق الأوسط لمؤسسة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة، (ICANN)، مصر، بين أن وجود (130) خادم جذري في عدة مراكز جغرافية مختلفة يوفر مزيدا من الأمن والاستقرار إلى نظام أسماء المجالات.
وقال زاهد جميل أن حقيقة كون شبكة الانترنت ذات طبيعة موزعة تعمل على نظام واحد يؤدي إلى مزيد من الوصول إلى المعلومات بالنسبة للبلدان النامية، كما قاد المستخدمين إلى مزيد من الخصوصية والأمن.
بين جوزيف الهادف أن ثمة ضرورة لمزيد من الوعي حيث تساعد المعلومات على مكافحة الاحتيال. وأكد برتراند دي لا تشابيل على ضرورة إنفاذ وتنفيذ الأنظمة. كما ينبغي إشراك أصحاب المصلحة في صياغة هذه القواعد.
الجلسة الثالثة:
الانترنت وتعميم فوائدها على عدد أكبر من الناس في جميع أنحاء العالم
منسق الجلسة كارين نورثي، رئيس الشؤون التنظيمية والحكومية وآسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وأفريقيا، BT، هونغ كونغ، حيث قدمت المتحاورين ثم بدأت المناقشة بسؤال أعضاء الفريق حول الجهود التي تبذلها مؤسساتهم / شركاتهم لتعميم منافع الانترنت على الناس في جميع أنحاء العالم.
وأجاب بول تومي، ICANN، انه اعتبارا من أكتوبر، أدخلت ICANN 11 لغة جديدة إلى نظام أسماء المجالات في اختبار لتطبيق تدويل أسماء المجالات (IDNs) الأمر الذي من شأنه أن يحسن كثيرا عملية الوصول إلى الانترنت بالنسبة للناس في كثير من البلدان ممن يستخدمون حروفا ومجموعات لغات غير ASCII.
شارك ماركوس كومر، المنسق التنفيذي لأمانة منتدى حوكمة الانترنت (IGF) في جنيف، من خلال الاتصال المرئي، وقدم للمشاركين آخر المعلومات عن مجموعة من القضايا التي سيتم مناقشتها في الاجتماع المقبل ل (IGF) في ريو في نوفمبر 2007 والتي تشمل مناقشات موضوعية حول الوصول وتنوع القضايا، بما في ذلك تطوير المحتوى المحلي والأمور المتعلقة باللغة. يعتبر (IGF) منتدى مناقشة لأطراف معنيين متعددين يوفر فرصة للمشاركين من الحكومة والمجتمع المدني وقطاع الأعمال والأوساط التقنية لمناقشة سياسة حوكمة الانترنت جنبا إلى جنب مع تعميم فوائد الانترنت ومجتمع المعلومات على عدد أكبر من الناس.
قال برتراند دي لا تشابيل, المبعوث الخاص لمجتمع المعلومات، وزارة الخارجية الفرنسية، تحاول الحكومة الفرنسية تحديد الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكل من القضايا المتصلة بشبكه الانترنت كأداة للتنمية. وأضاف ديفيد اباسامي، كبير موظفي الاتصالات، سيفي ليميتد، الهند، انه نظرا لتنوع اللغات في الهند، تتحرك الحكومة بسرعة لتوفير الخدمات الرئيسية على الانترنت باللغات المحلية.
وشارك فادي قعوار، مدير العمليات المالية، موبايلي، المملكة العربية السعودية، بوجهة نظره التي تفيد بأنه من اجل زيادة الاستثمارات والابتكار، لا ينبغي على الحكومات أن تشارك بشكل كبير في عملية التنظيم ولكن يجب أن تكون مشاركتها في حل المنازعات بشكل اكبر.
ثم سأل منسق الجلسة عن القضايا الأساسية في معالجة القضايا المتعلقة بحوكمة الانترنت. وأجاب برتراند دي لا تشابيل بان احد التحديات الرئيسية هي الخصوصية. وأضاف بول تومي أن واحدة من اكبر القضايا تتمثل في خفض تكاليف الربط. ثم سأل منسق الجلسة المشاركين عن رأيهم حول دور القطاعين الخاص والعام على التوالي في إيصال الانترنت إلى عدد أكبر من الناس. أجاب الأستاذ طلال أبو غزاله بأن الخطوة الأولى لكلا القطاعين تتمثل في تثقيف الناس حول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
واتفق ديفيد اباسامي مع هذا الطرح مشددا على أهمية قيام الحكومات والقطاع الخاص بالعمل معا في هذه المسائل. ثم قدم أعضاء الفريق العديد من الأمثلة على الفرص التعليمية التي توفرها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإنترنت. وأضاف فادي قعوار, ينبغي على الحكومات أن تعمل مع القطاع الخاص على مواجهة التحدي المتمثل في التعليم والتدريب في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية.
وختم الأستاذ طلال أبوغزاله المناقشة بقوله إن الانترنت لا تزال في بداياتها. وبالتالي تحتاج إلى مزيد من الانضباط، ليس من حيث التنظيم ولكن من حيث العقوبة على الأفعال الخاطئة. ثم شكر الرئيس جميع منسقي الجلسات والمتحدثين والحضور أكاديمية الاتصالات في دبي لاستضافتها هذا الحدث.