في ندوة عقدتها المنظمة العربية لمكافحة الفساد ... أبوغزاله: ثقافة المسؤولية الإجتماعية مشكلة ولا ندرك مفهومها في وطننا العربي

03 أكتوبر 2011


بيروت، 3 تشرين أول 2011- عقدت المنظمة العربية لمكافحة الفساد ندوة حول دور القطاع الخاص في مسار التنمية المستدامة وترشيد الحكم في الأقطار العربية برئاسة دولة الدكتور سليم الحص، رئيس المنظمة وبمشاركة نخبة من قادة الفكر والرأي في البلاد العربية وطرحت فيها موضوعات تناولت أنماط المشاركة بين القطاعين العام والخاص، والتشاركية وبنية الأنظمة العربية وإصلاح مؤسسات القطاع العام، إضافة إلى توزيع المسؤوليات والمهام بين القطاعين العام والخاص.

كما تم طرح موضوع المسؤولية الإجتماعية وحوكمة الشركات بين الطوعية والإلتزام القانوني ودور القطاع الخاص في إطار الإتفاقية الدولية للتجارة وإتفاقية الشراكة الأورومتوسطية، كما جرى عرض لتجربة (مصر، الكويت، الجزائر) .

وألقى الدكتور سليم الحص كلمة قال فيها بأن التنمية لا تكون مستدامة ما لم تكن نابعة من حيوية خلاقة، وهي لا تتوفر إلا بوجود قطاع خاص وقال: " كما أن للقطاع الخاص دور مرموق في مسار التنمية وكذلك في ترشيد الحكم.

وتحدث الدكتور عامر الخياط، الأمين العام للمنظمة وقال إن إختيار منظمتنا لموضوع الندوة، لهو تعبير عن قناعتنا بأهمية دور القطاع الخاص العربي، ومشاركته الإيجابية في النشاط الإجتماعي، ومساهمته في نهضة البلاد.

وفي معرض تقديمه للدكتور طلال أبوغزاله، عضو مجلس أمناء المنظمة قال الخياط أن أبوغزاله خير من يمثل القطاع الخاص في المجلس. كما رحب بدولة الدكتور سليم الحص ورعايته وحرصه على مسيرة المنظمة.

ثم ألقى الدكتور طلال أبوغزاله الكلمة الرئيسية بعنوان " الأعمال والمجتمع " وقال: " يجب أن ننظر إلى مؤسسات الأعمال على انها جزء من المجتمع وهي إحدى مكوناته وشريكاً فيه وليس خصماً وأضاف " لقد درجت العادة على وصف مسؤولية الشركات بتعبير المسؤولية الإجتماعية للشركات مع أنها تمتد إلى أكثر من ذلك، لكن التركيز على الشركات لأنها أصبحت كيانات عملاقة وربما أقوى من الحكومات.

وتساءل عن مفهوم المسؤولية الإجتماعية، وأجاب لأنه مهما وضع من قوانين منصفة ضرائبياً لا يمكن تحقيق العدالة الإجتماعية، لذلك جاء التركيز على البعد الإقتصادي وما نسمية مسؤولية القدرة.

وأكد د. أبوغزاله بأن عطاء الشركات فيه الكثير من الخير لكنه منتقد لأن فيه مصلحة ومسؤولية قدرة القطاع الخاص هي قضية جدلية وأصبحت من أهم الجدليات الفلسفية السياسية، والأصوليون الإقتصاديون عندما بدأوا بطرح أفكارهم ومنهم آدم سميث الذي قال "إن الخباز والطاهي لا يخبز ولا يطهو لمصلحة الناس أو للعمل الخيري بل لمصلحته الخاصة". ومن هنا جاءت الفلسفة الأصولية التي تقول بأن المصلحة الحقيقية هي أن تركز الشركة على الربح فقط لأن أصحاب هذه الشركات أطراف ولهم دور في المجتمع.

وأشار إلى أن الحركة الشيوعية التي بدأت بالماركسية رغم أنها حركة غربية لم تنتشر في الغرب لأن الغرب واجه هذه الحركة بما سمي بالسوق الحر، الذي يعود بفائدة أكبر على المجتمع.

وتطرق إلى تجربة الميثاق العالمي حيث كان الرئيس الأول له كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة وكنت نائبه، وتضمن عشرة أهداف رئيسية كلها تتركز على خدمة المجتمع وحصلنا على دعم وتأييد من شركات أكدت إنتماءها لهذا المشروع، والتزمت بمعايير معينة، وكل شركة كانت تقدم تقريراً سنوياً عن أدائها في مجال خدمة المجتمع، ولكننا وجدنا أن هناك ثغرات حيث كانت هذه الشركات تستغل الموضوع للترويج، وفي نفس الوقت كان هناك مجال كثير للتهرب من المسؤولية الحقيقية لأن البعد الأخلاقي لم يكن يحكم المعايير القياسية.

كما كان لي فرصة المشاركة في تأسيس مشروع الإئتلاف العالمي لتقنية المعلومات والإتصالات التابع للأمم المتحدة وجاء المشروع لبحث كيفية تحقيق التنمية المستدامة من خلال تقنية المعلومات والإتصالات، كيف نصل إلى هذا الهدف، وكان لي الشرف لترؤس هذه المنظمة، أيضاً في هذه التجربة واجهتنا مشاكل، منها أننا مهما وضعنا من أنظمة وقوانين إذا لم تعد إلى الخلق الحقيقي الذي يحكم التصرف.

وشدد أبوغزاله على التوعية في ثقافة المسوؤلية الإجتماعية وقال أنها مشكلة في وطننا العربي، شعوراً والتزاماً، وما زلنا لا ندرك مفهومها، لا في تشريعاتنا ولا ثقافتنا ولا تعليمنا، ونحن ندرس في كلية طلال أبوغزاله للدراسات العليا في إدارة الأعمال مفهوم المسؤولية الإجتماعية ، كجزء من الثقافة التي يجب أن نتعلمها.

واختتم بالقول أن الشركات شخصية إعتبارية، وهي مجموعة من الناس، ونحن ننظر إلى الشركات ليس نظرة تحليلية، كما ينظر لها الغرب، وهنا نحتاج إلى بعض الجهد في شرح المسؤولية ودورها الحقيقي. وفي النهاية ربما نستطيع أن نتذكر ما قالته الأم تريزا: " إذا كنا لا نستطيع أن نحب الناس الذين نراهم فكيف لنا أن نحب الله الذي لا نراه" وفي ذلك حكمة.

هذا وقد تناولت وسائل الإعلام ما ورد في الندوة باهتمام وبثت قناة الجديد اللبنانية مقاطع من كلمة الدكتور أبوغزاله.

وعلى صعيد آخر عقد مجلس أمناء المنظمة إجتماعه السنوي برئاسة دولة الدكتور سليم الحص وبحث عدداً من المواضيع من بينها التقرير السنوي للفترة المنتهية في 31 آب 2011 والبيانات المالية والتقرير المالي والمصادقة على الميزانية وعلى تقرير مراقب الحسابات لميزانية 2010.