د. أبوغزاله يحذر من خطورة الوضع الإقتصادي العالمي ويقول: الغرب سيواجه تطورات خطيرة والنظام العالمي بأكمله في حالة معاناة

04 أكتوبر 2011

أطالب بإنشاء منظمة للدول المصدرة لرأس المال العربي


بعد إعتماد جلالة الملك الإصلاحات السياسية نحتاج إلى الإصلاح الإقتصادي

عمان- 4 أكتوبر 2011- حذر الدكتور طلال أبوغزاله من خطورة المرحلة التي يمر بها الإقتصاد العالمي، ودعا إلى ضرورة توعية الرأي العام والمسؤولين في العالم العربي بأهمية المتغيرات الإقتصادية وأثرها، إذ أننا نعيش في عالم متغير غير مسبوق بسبب تقنية المعلومات والإتصالات.

وقال، عندما تفجرت الأزمة المالية العالمية توقعت أن يتجه الإقتصاد العالمي إلى أزمة حقيقية أعمق وهي الأزمة الإقتصادية ثم بعدها الأزمة الإجتماعية وهذا هو الأخطر. وتوقع د. أبوغزاله أن نسمع في الغرب وأوروبا عموماً عام 2012 هتافات الشعب يريد إسقاط النظام الإقتصادي.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الدكتور طلال أبوغزاله اليوم في عمان وتركز على أزمة الإقتصاد العالمي موضحاً بأن هناك خياران أحلاهما مر.
الأول: تقليص الدين العام والعجز في الموازنات وهذا ينتج عنه تقليص في الخدمات للمواطنين.
الثاني: الإستمرار في الترف وهو ما تعود عليه المواطن ويؤدي ذلك إلى إفلاس الدولة بالكامل.

وهذا سيضع مشكلة على البنوك الغربية، ويؤدي إلى ما يسمى التضخم المتراكم في الإقتصاد، مشيراً بهذا الصدد إلى ما نشر على غلاف مجلة نيوزويك (News Week) الأمريكية حيث وضعت صورة مقلوبة للبيت الأبيض وعليه عبارة كيف تسقط القوى العظمى كما حمل غلاف مجلة تايم (Time) عبارة إنهيار سوق أوروبا.

شبكة القروض
وتطرق إلى شبكة القروض الأوروبية وأوضح أن إيطاليا مديونة إلى فرنسا بأكثر من نصف تريليون أي خمس الناتج القومي الفرنسي كما أنها مدينة بمبلغ ترليون ونصف التريليون لدول أوروبية أخرى، أما أسبانيا فهي مدينة بأكثر من تريليون لدول أوروبية.

ويبلغ عجز الموازنة لمعظم الدول الرئيسية في أوروبا حوالي 10 % وعاد ليؤكد بأننا في مرحلة خطرة جداً لأن العجز في الموازنة والدين العام تخطى حاجز 3 % من الناتج القومي، فمثلاً إيطاليا 23 % ، وايرلندا 32 %، واليونان 11%، وبريطانيا 11%، وفرنسا 8%، والسويد 55%.

كما أن جميع هذه الدول تخطت الدين العام وهو من المفروض أن لا يزيد عن 60 % من الناتج القومي، وأن مجموعة السبعة الكبار تخطت ديونها نسبة الدخل القومي (حوالي 70%) مثلاً اليابان 225%، أمريكا فوق 100%، وبريطانيا 94%، وفرنسا 100%، وإيطاليا 130%، والمانيا 85%.

وقال بأن الدين العام الأمريكي إرتفع في عهد بوش من حوالي خمسة تريليونات إلى عشرة، وفي عهد أوباما إلى حوالي حوالي 15 تريليون، وإذا أضفنا الضمان الإجتماعي (8 تريليون) والتأمين الصحي (38 تريليون) يصبح المجموع ما يزيد عن 62 تريليون، وذكر أبوغزاله بقول أوباما بأن إنتعاش الإقتصاد الأمريكي يعتمد على الصين وآسيا.

البحث عن بدائل
وأضاف بأن إنهيار الإقتصاد الغربي يدفع إلى البحث عن بدائل ونحن أحد هذه البدائل، مع أنه ليس من مصلحتنا أن يحصل ذلك وهناك الكثير من الطروحات، كيف ينقذ الغرب إقتصاده؟ إذا يجب علينا أن نعي ماذا يحصل، لأن ذلك يؤثر علينا ويجب أن يستفيد إقتصادنا من الأزمة الإقتصادية الحالية وهذه فرصة كبيرة.

وأكد أن العروش الإقتصادية بدأت تهتز، وبأن العملة الأوروبية لن تستمر إلا إذا تم ربطها بالدولار. وقال بأن القروض لن تحل مشكلة اليونان، ولكن الحل في الإصلاح.

وعن المرحلة الحالية قال أبوغزاله أننا إنتقلنا من إفلاس الشركات (الأزمة المالية) إلى إفلاس الدول (الأزمة الإقتصادية) أي من الخاص إلى العام وهذا هو الخطر عندما تصبح الدولة عاجزة عن تقديم خدماتها للمواطن وهذا أيضاً ما نسميه المرحلة الثالثة أي الأزمة الإجتماعية.

وأكد أننا أمام مشكلة حقيقية وليست آنية، إذ ليس هناك حل لأزمة الإقتصاد العالمي لأن كل دول الغرب مصابة، ما عدا ألمانيا لأنها لم تتبع سياسة الغرب بالتحرير الكامل، وألمانيا تطبق نظام رأس المال الحر الخاضع لإشراف الدولة، بينما الدول الغربية الأخرى تعاني من مسألة تقليص ديونها وعجز الموازنة وتخفيض خدماتها للمواطن أو تعلن إفلاسها وتقيم نظاماً جديداً.

ما هو الحل؟
وتساءل ما هو الحل؟ وأجاب بأن مراكز الأبحاث والدراسات ما زالت تدرس الموضوع، وهناك مشكلة أمام قادة العالم بمواجهة شعوبهم (فالعجز في الموازنات هو في إزدياد، والدين العام يتراكم كلما حاولوا عمل حلول إضافية).

وقال، نحن جزء من المشكلة، لأن الدول الغربية تبحث عن حلول (الفوائض، والأسواق وغيرها) ولأول مرة ستجتمع منظمة التجارة العالمية مع أنها في موت سريري منذ عشر سنوات، والمنظمة لم تطبق أي بند من بنود جدول أعمال مؤتمر الدوحة.

وقال إن النظام العالمي إنتهى، وانتقلنا إلى العلاقات الثنائية كما أن تركيبة الدول في العالم ستختلف، مشيراً إلى ما قالة رئيس البنك الدولي السابق من أن مجموعة السبعة الكبار ستصبح من التاريخ.

الإصلاحات الإقتصادية في الأردن
وعن الأردن دعا د. طلال أبوغزاله إلى أهمية أن تسير الإصلاحات الإقتصادية مع الإصلاحات السياسية، وقال ما دامنا طوينا صفحة الإصلاح السياسي، وقد إعتمد جلالة الملك عبدالله الثاني التعديلات، الآن نحتاج إلى الإصلاح الإقتصادي وبسرعة، ونحن قادرن أن نبدأ هذه العملية ومن خلال الكفاءات الموجودة في البلاد.
وأضاف، نمر الآن في البلاد العربية في مرحلة تاريخية علينا أن نستفيد منها لنزدهر فنحن نشكل سوقاً ومصدراً لرأس المال والإستثمارات، فالعالم لا ينتهي وإنما تختفي الإمبراطوريات وتظهر غيرها، ونحن نسير في مرحلة تقودنا إلى عصر جديد وتساءل أين سيكون موقعنا فيه؟

واختتم بالقول لأن الغرب سيواجه تطورات خطيرة، والنظام العالمي بأكمله في حالة معاناة، وعلينا أن ندرس كيف نستفيد من هذه التحديات والفرص.

ورداً على سؤال حول الإستثمارات العربية في الدول الغربية طالب بإنشاء منظمة للدول المصدرة لرأس المال وبالإشتراك مع دول أخرى لوضع الحماية اللازمة لهذه الرساميل، تفادياً لما حصل في بداية الأزمة المالية وبسبب الوضع الإقتصادي.