د. أبوغزاله في إفتتاح مؤتمر الجودة الثاني بعمان
08 مايو 2012
الأزمات يجب أن تكون حافزاً للتطوير
والجودة وسيلة رئيسية للنجاح
عمان 8 أيار 2012- إفتُتِح أمس مؤتمر الجودة الثاني الذي نظمته الأكاديمية الأردنية لإدارة الجودة، بعنوان "اليوم الوطني لقياس الجودة وتقييم الأداء" بعمان تحت رعاية معالي وزير الصناعة والتجارة السيد شبيب عماري .
ويهدف المؤتمر إلى تمكين المشاركين من فهم الأسس العلمية التي يمكن من خلالها قياس الجودة وتقييم الأداء ويمثل فرصة للإلتقاء بالمتخصصين في الجودة .
وأكد مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس الدكتور حيدر الزبن، مندوب معالي وزير الصناعة والتجارة أن مفهوم إدارة الجودة يعتبر من المفاهيم الإدارية التي تهدف لتحسين وتطوير الأداء بصفة مستمرة لتحقيق وتجاوز متطلبات متلقي الخدمة، مشددا على ان الجودة تعتبر من أهم عناصر المنافسة والتميز وهي خيار استراتيجي للتحسين والتطوير في قطاع الخدمات والصناعة على حد سواء.
وقال الزبن ان الصناعة والخدمات أصبحت بحاجة ماسة إلى تحسين وتطوير الأسس والمبادئ والممارسات الأكثر فعالية لتمكنهما من المنافسة في الأسواق المحلية والعالمية وتلبية حاجات الوطن والمواطن.
ومن جانبه ركز الخبير الاقتصادي الدكتور خالد الوزني على ان الاقتصاد الوطني استطاع مواجهة كافة الازمات التي حدثت على مر السنوات، مؤكدا ان الاقتصاد يستطيع ان يقدم اكثر مما هو عليه حاليا في المدى الطويل.
وأكد على ان الاقتصاد الوطني اقتصاد خدماتي، حيث يقدم حوالي 67 بالمائة من الخدمات، والباقي تتوزع على القطاعات، مشددا على ان دول ذات اقتصاد قوي، بدأت بانتاج الخدمات كدبي مثلا، بدأت بميناء واحد، ودعا الى انشاء هيئة عليا للجودة والمقاييس تضع معايير عالية للجودة لكافة القطاعات الاقتصادية، مؤكدا على ضرورة توسيع عمل مؤسسات الموصفات والمقاييس الاردنية بشكل اكبر.
الى ذلك أكد رئيس الاكاديمية الاردنية لادارة الجودة المهندس يوسف فريحات ان تأصيل ثقافة الجودة لا يأتي بالتمني، وانما بمخاطبة الفكر والعقل وطريقة التفكير وكذلك المفهوم لثقافة الجودة، مشيرا الى ان مبدأ القياس والتقييم شيء اساسي لكل شركة او مؤسسة تسعى لتحقيق التميز وعندها يجب العمل بروح الفريق الواحد وتبني مهارات القيادة الابداعية لادامة هذا التميز.
وفي كلمته أكد الدكتور طلال أبوغزاله أنه في فترات الأزمات وخاصة تلك الخارجة عن إرادة المؤسسات فإنه يجب ألا تُضيع الإدارة الوقت في معرفة كيف حصلت الأزمة وأسبابها بل يجب أن ينصب التفكير على الطرق التي تستطيع من خلالها تصحيح المسار .
وأضاف أن الحل الأمثل في الأزمات هو بالإستغلال الأمثل للموارد المتاحة .
ودعا الدكتور أبوغزاله في كلمته إلى ضرورة أن تستغل المؤسسات فترات الركود والأزمات لإجراء الدراسات المتعلقة بتحسين الجودة وإشراك كافة العاملين في هذه العملية .
وأكد بأن الإهتمام بالجودة والتحسين هو مطلب أساسي والإلتزام به مطلوب في كافة الأحوال، ولايجب التخلي عنه في أوقات الأزمات بل يجب أن تشكل الأزمات حافزاً للتطوير والتحسين على كافة المستويات لا دافعاً لتقويض ما أنجز خلال أعوام، حيث عادة ما تكون فرص النمو في أوجها بعد وقت قليل من إنتهاء الأزمات، وأورد مثالاً على ذلك ما فعلته سلسلة فنادق ريتز كارلتون الأمريكية عام 1992 عندما تأثرت بشكل كبير أثناء فترة أزمة الفنادق في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ قام الرئيس التنفيذي لسلسلة فنادق ريتز كارلتون في ذلك الوقت هورست شولز تعيين مدير للجودة والتدريب في كل فندق تابع للسلسلة فوراً والتي كانت نقطة تحول للفندق في التميز في الخدمات أمام كل المنافسين في كافة أنحاء العالم .
وسلط أبوغزاله الضوء على موضوع المؤتمر وقال ، حتى تكون مؤسساتنا على درجة من الحكمة وصولاً إلى التميز المؤسسي فإنه كان لزاماً عليها أن تربط مفهوم الجودة كوسيلة رئيسية من وسائل النجاح وبين أدوات قياسها والتعرف على مكانتها مضيفاً أن هذا الأمر لا يمكن أن يأخذ مكانه الطبيعي وتطبيقه إلا إذا كان هناك نظام متكامل لقياس المؤشرات الإستراتيجية والتشغيلية التي تعبر عن واقع العمل وأدائه قياساً بالمخرجات الإستراتيجية .
وأشار د. أبوغزاله إلى محاضرته التي ألقاها عام 1984 في نادي رجال الأعمال في العاصمة القطرية الدوحة بعنوان "نعمة الركود الإقتصادي". وأكد أن للركود أوجهاً إيجابية إذ أنه يجعل معدل التضخم في حدود معقولة ويوصلنا إلى بداية الإنتعاش. وخلال فترة الركود يرتفع مستوى الإنتاجية ويتعمق الوعي لدى الإدارة ويتعزز إهتمامنا بعناصر التكلفة ، كما تصبح الإدارة أكثر تجاوباً مع مختلف أساليب خفض النفقات الثابتة وزيادة الإنتاجية وهناك فوائد أخرى كإنخفاض معدلات الفائدة حيث يصبح بإمكان الفرد تملك منزل وسيارة وسلع معمرة أخرى ويلاحظ من خلال الركود أن العديد من المؤسسات تزيد من أرباحها والشركات تستفيد من الفرص المتاحة في فترات الركود.
وأشار أبوغزاله إلى أن مجموعة طلال أبوغزاله أولت هذا الجانب أهميته التي يستحقها على الصعيد الإستشاري منذ باكورة أعمالها وذلك بالتركيز على خدمات أنظمة الجودة وتقييم الأداء والتي كانت من أبرز خدماتها الاستشارية.