سلسلة مفاتيح طلال أبوغزاله الإنسانية، المفتاح العاشر: السرطان

15 يوليو 2024 المفتاح العاشر: السرطان
عندما قام العدو الصهيوني  باحتلال فلسطين، مدعوماً ببعض القوى الدولية، لم يكن مجرد احتلال بل كان كزرع "خلية سرطانية" في جسد الأمة العربية والمنطقة، في ذلك الوقت، كان طلال أبوغزاله طفلاً في العاشرة من عمره عندما هاجمت قطعان المستوطنين هذه الخلية السرطانية العدوانية المحتلة منزل عائلته وأجبرتهم على المغادرة إلى مستقبل مجهول.

كان رد فعل هذا الطفل غريباً على أهله عندما قال لوالده: "سأنتصر على هذا العدو بالنجاح" هنا كانت بذور برمجة المقاومة المناعية الإنسانية لطلال أبوغزاله التي برزت في عدم استسلامه واستمراره في طريق كفاحه نحو النجاح بالإصرار والعزيمة، متخطياً العقبة تلو الأخرى بلا تراجع ولا استسلام، بل كانت كل عقبة اواجهه تزيده إصراراً أكثر للوصول إلى قمة هرم النجاح الذي لم يكن طريقه مفروشاً بالورود، فكل إنجاز كان يحققه، بداية من تأسيس مجموعته العالمية التي انتشرت فروعها إلى أكثر من مائة دولة حول العالم، مروراً بتوليه العديد من المناصب الدولية والاممية ورئاسة العديد من المؤسسات والهيئات الدولية الكبرى، كان دائماً يتحدى "الخلايا السرطانية" العملية من أعداء النجاح والمحبِطين وقوى الشد العكسي. فكان منهجه ثابتاً دائماً بالمقاومة والتحدي، مستعيناً ببرمجته المناعية الإنسانية الحصينة، وأصبح يستمتع بانتصاراته المتتالية على كل خلية سرطانية عملية تواجهه في مشواره، مؤمناً بأن كلما كان التحدي أصعب، كان الشعور بالانتصار أعظم.

وكلما أخبره أحد من أبنائه العاملين في مجموعة طلال أبوغزاله العالمية أن هناك مشكلة، كان يقابلهم بسعادة غريبة عليهم، والأغرب أنه كلما كانت المشكلة أصعب، كان يخبرهم بأن هذا أجمل مما كان، لذا كانت بصماته الجلية واضحة في ما وصلت إليه مجموعة طلال أبوغزاله من سمعة تجارية عالمية صنّفتها وكالة "فوربز" بأنها واحدة من أهم المؤسسات المؤثرة في العالم.

عندما شعر طلال أبوغزاله بأن هناك شعوراً صحياً غير طبيعي، ذهب لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة وكان بمفرده، أخبرته طبيبته الخاصة بضرورة وجود أحد من أهله لحظة إبلاغه بنتيجة الفحوصات، لكنه رفض ذلك، مما اضطر الطبيبة لإبلاغه بأنه مصاب بسرطان الدم "اللوكيميا". فكان رد فعله غريباً كالعادة عندما قال لطبيبته: "شكراً جزيلاً، ما أحلاكي!" فهو منذ مدة يقرأ عن هذا الموضوع لأنه يعتبر نفسه تلميذاً في الحياة، فاعتبر هذه فرصة عملية ليمارس شغفه بالمعرفة عن هذا الموضوع من خلال تجربته الإنسانية. وقال: "أنا أفرح بكل تحدٍ وقبلت هذا التحدي وسأنتصر بإذن الله على المرض" وبالفعل، ظل مخفياً هذا الموضوع عن عائلته ثلاثة عشر عاماً حتى تأكد من انتصاره على المرض بفضل الله، عندها قرر أن يخبرهم، فكانت ردة فعله غريبة على أهله عندما أصابته الخلية السرطانية الجسدية كما كانت ردة فعله غريبة على أهله عندما أصابتهم الخلية السرطانية العدوانية المحتلة عندما كان طفلاً في بداية حياته.

هذا هو الدرس الذي يمكن تعلمه من تجربته الإنسانية، حيث يقول طلال أبوغزاله عن هذه التجربة: "إن كل شيء في الدنيا قرار، فلو قررت أن تستسلم للمرض وتجزم بأن نهايتك اقتربت ومستقبلك انتهى، سيكون لك ذلك. أما إذا قررت أن تنتصر على المرض، فستنتصر عليه، وأنا نموذج." فكما استطاع طلال أبوغزاله أن يحقق وعده لوالده وأهله بالنصر على تبعات هجوم الخلية السرطانية المحتلة، استمر في تحقيق انتصاراته المتتالية على جميع الخلايا السرطانية العملية المختلفة التي حاولت بكل الأشكال عرقلة مسيرته إلى النجاح. حتى استطاع بمقاومة مناعته الفولاذية وإصراره وعزيمته وعدم استسلامه، الانتصار أيضاً على الخلية السرطانية الجسدية، ليحقق الانتصار عليهم جميعاً إلى أن وصل إلى قمة هرم النجاح بتوكله على الله.

إنه طلال أبوغزاله الذي يرى في كل نقمة نعمة من الله، لذلك كان "السرطان" مفتاحاً من مفاتيح طلال أبوغزاله الإنسانية بتحويله من نقمة إلى نعمة.

والى اللقاء مع مفتاح جديد وحلقة جديدة بإذن الله.

بقلم ✍️
المستشار / علاء ناصر الدين المغربي
مستشار تطوير الأعمال والاتصال الدولي - جمهورية مصر العربية