كيف يرى أبوغزاله مستقبل الرعاية الصحية في المدن الذكية
05 مارس 2024بينما نتعمق في كتابه: "المستقبل الرقمي الحتمي: عالم المدن الذكية"، يقودنا المفكر العربي الدكتور طلال أبوغزاله في مفهوم المدن الذكية ليس كمجرد فكرة مستقبلية، ولكن حقيقة لا مفر منها، ويأخذنا في رحلة لكيفية قيام هذه المدن بإحداث ثورة في الرعاية الصحية، وتغيير نهجنا بشكل أساسي في الرفاهية والعلاج الطبي.
وفي قلب هذا التحول كما يقول المفكر أبوغزاله يكمن دمج التكنولوجيا المتطورة في نسيج الحياة الحضرية، وخاصة في مجال الرعاية الصحية، باعتبارها أحد أهم التطورات الواعدة التي أبرزها بين طيات كتابه.
وفي جوهرها، تؤكد رؤية أبوغزاله الإمكانات التحويلية للمدن الذكية في إحداث ثورة في تقديم الرعاية الصحية من خلال تسخير قوة التكنولوجيا لرصد البيانات المتعلقة بالصحة وتحليلها والاستجابة لها في الوقت الفعلي، بحيث تمهد هذه المدن الطريق لمستقبل تكون فيه الرعاية الصحية الاستباقية هي القاعدة وليس الاستثناء.
ويقول المفكر أبوغزاله إن دمج الأجهزة الصحية الذكية في البنية التحتية للمدن الذكية يجري بالفعل في العديد من العواصم في جميع أنحاء العالم، حيث تمكين المواطنين العاديين من إدارة الرعاية الطبية الأساسية والتواصل مع الأطباء المتخصصين عن بعد، وتجاوز الحواجز الجغرافية وتوسيع نطاق الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية.
وينتقل بنا إلى جودة الحياة في المدن الذكية من خلال الحلول الابتكارية للرعاية الصحية، مثل التطبيب عن بعد والعمليات الجراحية عن بعد، إذ أنه ومن خلال الاتصال السلس وتبادل البيانات، يمكن للمتخصصين تقديم خدمات رعاية صحية استباقية لعدد متزايد من السكان، بغض النظر عن القيود الجغرافية، وهذا لا يؤدي إلى تحسين الكفاءة في تقديم الرعاية الصحية فحسب، بل يحفز أيضًا التقدم في البحث الطبي وتطوير علاجات جديدة للأمراض الناشئة.
علاوة على ذلك، فإن الفوائد تمتد إلى ما هو أبعد من المرضى كأفراد لتشمل مبادرات الصحة العامة إذ تتمتع الأجهزة الصحية الذكية مثل الأساور والساعات بالقدرة على لعب دور محوري في إدارة الأوبئة وتحديد الأمراض المعدية واحتوائها، ومن خلال تتبع العلامات الحيوية والمقاييس الصحية، يمكن لهذه الأجهزة التعرف بسرعة على الأفراد الذين يعانون من الأعراض والتخفيف من انتشار الفيروسات داخل المجتمعات.
ومن الأمور الأساسية لفعالية الأجهزة الصحية الذكية يؤشر المفكر أبوغزاله إلى مسألة معالجة البيانات في الوقت الفعلي التي تقدمها لمؤسسات الرعاية الصحية، مما يوفر رؤى لا تقدر بثمن حول الحالة الصحية للمريض أو المراقبة والتحليل المستمر، إذ تتيح هذه الأجهزة الكشف المبكر عن المشكلات المحتملة، مما يسهل التدخل الفوري وتتبع خطط العلاج الشخصية، كما أنها بالنسبة للثروة البشرية من كبار السن، على وجه الخصوص، يعني هذا قدرًا أكبر من الاستقلالية، حيث يمكن مراقبة صحتهم عن بعد دون المساس بجودة الرعاية.
بقلم حسان الهامي