أهمية تعزيز تعددية الأطراف في عام 2024

14 يناير 2024

عمان-منصة طلال أبو غزالة للاعلام المعرفي

سيكون عام 2024 حاسماً بالنسبة لمستقبل الحوكمة والتعاون العالمي، حيث يواجه العالم أزمات متعددة وتحولات تتطلب استجابات متزامنة وموحدة. إلا أن النظام القائم والمتعدد الأطراف، يكافح من أجل التعامل مع هذه التحديات المعقدة وإلحاحها؛ فهذه التحديات مترابطة ومتكافلة ولا يمكن حلها بمعزل عن بعضها البعض أو باتخاذ اجراءات منفردة. هذه التحديات تتطلب استجابات متزامنة وموحدة من المجتمع الدولي، استناداً إلى مبادئ التضامن والتعاون والتعددية.

علاوة على ذلك، فإن النظام الحالي والمتعدد الاطراف لا يصلح لهذه الغاية، لأنه يفتقر للمشروعية والتماسك والكفاءة والمساءلة. كما أنه نظام منقسم ومجزأ، حيث تعمل المؤسسات والجهات الفاعلة المختلفة انفراداي أو بالمنافسة بدلاً من التآزر والشراكة. إن الأزمات والصراعات لا تقوض أمن واستقرار العالم فحسب، بل تقوض الثقة في النظام المتعدد الأطراف وقيمه أيضاً.

وبصفتي عضواً في لجنة "بريتون وودز" وعضواً في فريق منظمة التجارة العالمية المعني بتحديد مستقبل التجارة، فإنني أتفق تماماً مع التوصيات والإجراءات الرامية إلى تحسين فاعلية وشمولية الحوكمة العالمية التي نشرها المجلس الاستشاري رفيع المستوى التابع للأمم المتحدة بشأن تعددية الأطراف الفعالة، وتشمل:

من سياسات القوة إلى المسؤولية المشتركة: تطوير ثقافة أكثر تعاوناً بين الدول ذات هياكل الحوكمة الشاملة والمسؤولة.

من القطاعات المنعزلة إلى الشبكات: العمل في تعاون متكامل عبر القطاعات والمجالات ومستويات الحوكمة، مع المزيد من التنسيق والتكامل بين المؤسسات والآليات العالمية والإقليمية والوطنية.

من المنافسة إلى التعاون: ضمان الإدارة المستدامة والمتساوية وتقاسم السلع العامة والعالمية والموارد ومزيد من حقوق الإنسان وحماية جميع الأطراف التي تعتمد عليها.

من التفاعل إلى الوقاية: التركيز على توقع وتخفيف المخاطر والتهديدات التي تهدد السلام والأمن والرخاء في العالم، مع المزيد من الدعم والمساعدة للمجموعات والأقاليم الكثر ضعفاً وتضرراً.

من الإقصاء إلى الإدماج: تحسين مشاركة وتمثيل جميع أصحاب المصلحة والمجموعات في عمليات ونتائج الحوكمة العالمية، ولا سيما النساء والشباب والشعوب الأصلية والأقليات والأشخاص ذوي الإعاقة.

من القياس إلى التأثير: استخدام نظام ومنهجية قائمة على الأدلة والقابل للتعديل لقياس ورصد التقدم ورصد التقدم وتأثير إجراءات ومبادرات الحوكمة العالمية.

في عالم يزداد انقساما وتتآكل فيه الثقة يوماً بعد يوم، أرى أنه من الضروري أن تركز الأمم على تطوير علاقات وثيقة متعددة الأطراف الاّن أكثر من أي وقت مضى للتصدي للتحديات التي تواجهنا جميعاً.

طلال أبوغزاله