تكنولوجيا سلسلة الكتل: إعادة تعريف العلاقات بين الأفراد والمؤسسات.
03 يناير 2024عمان-منصة طلال أبو غزالة للاعلام المعرفي
يتردد في الآونة الأخيرة على اسماعنا وبكثرة مصطلح " التكنولوجيا المثيرة للإعجاب"، كوصفا لتقنية ( سلسة الكتل) البلوك تشين، والتي ومنذ ظهورها وعدتنا جميعا بأن تحدث تحولًا كبيرًا في كيفية تفاعل الأفراد والمؤسسات في العالم الرقمي، حتى أضحت هذه التكنولوجيا في الوقت الراهن محفزًا لتحقيق تغييرات استثنائية في طريقة تعامل الأفراد والمؤسسات ، وتوفير إمكانيات خارقة للتحسين والتطور في مختلف المجالات.
تُعد سلسلة الكتل منظومة لامركزية تعتمد على تقنيات التشفير لتخزين وتأمين المعلومات، مما يؤدي إلى تغيير جذري في طريقة التفاعلات الاقتصادية والاجتماعية وان ما وعدتنا به هذه التكنولوجيا من تغييرات وتحولات هائلة تجلى في اسهامها في زيادة الشفافية والثقة و توفير سجل دائم ولامركزي للمعاملات مما يعزز مستويات الشفافية والثقة بين الأطراف ويساعد الأفراد والمؤسسات من التحقق بسهولة من المعلومات والبيانات، وبالتالي الحد من المخاطر وتعزيز النزاهة. جنبا الى جنب مع اثرها الواضح في تبسيط العمليات وتسريع التحول الرقمي سواء في المجالات المالية أو اللوجستية أو حتى في التعاملات الحكومية وتسهم هذه السرعة في تحسين الكفاءة وتقديم خدمات أفضل.
ناهيك عن التغيير في أنماط التمويل وتأثير هذه التكنولوجيا على البنوك. حيث أظهرت نماذج تمويل جديدة ولامركزية، وتتيح للأفراد المشاركة في الاقتراض والاستثمار بشكل مباشر دون الحاجة إلى وسطاء. وساهمت في توفير حلولا لقضايا الخصوصية من خلال توفير أساليب تشفير فعّالة وتحكم ذاتي للأفراد في بياناتهم حيث يمكن للأفراد تحديد من يمكنهم الوصول إلى معلوماتهم وكيفية استخدامها.
تُعَدّ تكنولوجيا سلسلة الكتل محفزًا لتحقيق تغييرات استثنائية في طريقة تعامل الأفراد والمؤسسات من خلال إمكانية إجراء المعاملات بين الأفراد والمؤسسات دون الحاجة إلى وسيط تقليدي. هذا التحول يقلل من التكلفة والوقت المستغرق في عمليات التحويل المالي والتعاملات التجارية، مما يسهم في تحفيز التبادلات الاقتصادية بشكل أفضل وأكثر فاعلية.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم سلسلة الكتل بتحسين الشفافية وبناء الثقة بين الأطراف المعنية. يتم تسجيل جميع المعاملات في سلسلة الكتل بشكل دائم وغير قابل للتلاعب، مما يوفر مصداقية أكبر لجميع الأطراف ويساهم في تعزيز الثقة في العلاقات التجارية والمؤسسية.
تلعب تكنولوجيا سلسلة الكتل دورًا حيويًا في تحقيق تغيير جذري في طريقة تعامل الأفراد والمؤسسات مع بعضهم البعض، مما يعزز التعاون والثقة في عصر الابتكار التكنولوجي. ومن هذا المنطلق، ندعو جميع المؤسسات إلى التفكير بجدية في تبني نظام سلاسل الكتل لدوره المستقبلي في عالم الاعمال، إن هذه التكنولوجيا اللامركزية هذه ليست مجرد تقنية جديدة، بل هي مفتاح لتحقيق تغيير جذري في كيفية تنظيم الأعمال وتبادل المعلومات ووسيلة مبتكرة لتعزيز التحول الرقمي وتحسين أداء الشركات. ندعو جميع المؤسسات إلى الانخراط في هذا التطور الرائد والاستفادة من مزاياه في بناء مستقبل أكثر كفاءة وشمولية.
بقلم: طلال ابوغزالة