الاقتصاد الموازي

28 ديسمبر 2023

عمان-منصة طلال أبو غزالة للاعلام المعرفي

يتزايد الطلب في المجتمعات الحديثة لوضع دراسات استراتيجيّة تعتبر بمثابة مرجعيّات مُتَكاملة لتقديم المقترحات، والمشاريع، والأفكار، والأساليب، والحلول، والسلوكيات المساهمة في إيجاد مرتكزات عمليّة، بوسع القطاع الخاصّ أن يستند إليها وينتهج سُبُلها بثقةٍ تامّة، تقوده بوضوح وثبات وفق خطّ بيانيّ يمهّد من خلال مؤسسات الدراسات والأبحاث المعتمدة والمتمكّنة، لابتكار الوسائل والطُرق السالكة لدروب النجاح..

لا شكّ أنّ تلك المؤسسات الموثوقة لم تأتِ من فراغ بل من سنوات طويلة من التجارب التي وفّرت قواعد الخبرة السليمة بالتأكيد، وهي تمتلك الخطط الداعمة للمنشآت على اختلاف ميادينها سواء كانت في مجال الزراعة أو الصناعة أو التجارة أو الإسكان أو الفن حتى.. فكل مضمار من مجالاتها الحيويّة يحتاج بعد عقد النيّة إلى وضع النظريّة الأساس التي ينشأ بموجبها أركان المشروع الأوليّة، وهنا تكون المؤسسات المختصّة بمثابة شريك ضامن للنجاح، إذ يتمتّع بقدرة فائقة على الالتزام بمواكبة العمل أيّاً يكن، فالمؤسسة الاستشارية المختصّة هنا توفّر النصح والإرشاد لضمان المهارة في إدارة هذا المشروع أو ذاك، إذ لديها القدرة على تأمين حصانة رأس المال في الإعتبار الأول، ثم تبتكر المنهجيّات الضامنة لمضاعفة رأس المال، ثمّ تنتقل لمرحلة تالية من الاهتمام المتوجّب عليها بتوسيع مقرّ العمل، ثم تعمد إلى تنشيط المدار الحيوي بافتتاح الفروع والدوائر بإدخال العناصر المقرّبة من أرباب العمل وخاصّة الأصول لتكتمل الدائرة على من يدور في فلكها العائلي الذي يقلّ فيه عادة الخلاف والضرر، ويزداد نطاق الثقة والولاء والتضامن للحفاظ على مصلحة العمل وتأمين المناخات المؤاتية للتطوّر والانتشار والشهرة والتكريس والنجاح..

وأودّ أن أؤكد هنا أنّ كل ما تقدّم أعلاه، لا يمكن أن يتمّ بمنأى، عن مؤسسات "التمويل" المعرفي والمعنوي، وذلك من خلال الخبرة التي تتمتّع بها تلك المؤسسات، والأسس العلميّة والعملية التي تمتلكها للعثور على إمكانيّة إيجاد الأرباح أولاً، ثم العثور على مضاعفة الأرباح، ثم استقطاب اليد العاملة للتوظيف، ثم البحث عن أركان الاستدامة وذلك بتجنّب جميع الانزلاقات المالية التي يمكن أن تؤدّي إلى الإنهيار بشكل أو بآخر، وهنا أيضاً يأتي دور مؤسسات الدعم الاستشاري، التي لا بدّ أن تكون المحور الذي يتحلّق حوله العمل بوتيرة متسارعة تواكب حركة السوق، معتمدة بذلك على مبدئي المدّ والجذر وخاصّة مع القطاع العام الذي يعتبر المنافس الصعب وما يميزه أن القطاع الخاص خوفه مضاعف كونه يعتمد على التمويل الذاتي في رأسمال المال، أمّا القطاع العام فتمويله من خزينة الدولة التي يقلّ عادة فيها البحث والاهتمام للحصول على النتائج الأفضل للنجاح والربح، كون هذه النتائج غير مرتبطة بأفراد محدّدة كعائلة أو حتى كفريق، بل تغلب صفة الإهمال والتسيّب والهدر الذي يحتّم في مجمل هذه الأحوال الوقوع في مطبّ الفساد، لهذا نرى أن معظم القطاع العام يشتكي من القصور في الأرباح، ومن الإخفاق في بلوغ مراتب النجاح المثلى، لأنّ هذا القطاع ببساطة لا يتبع المناهج الفكرية والعلمية والأسس والنظريات لإتمام المهام بنجاح وتفوّق كونه يتجنّب الخوض في استشارة المؤسسات المذكورة أعلاه، بل لا يخلو القطاع العام من الكثير من الثغرات ومن الفوضى وهذا لا يفى على أحد في ظل غياب الرقيب والحسيب والتقييم العلمي.

باختصار.. يمكن القول ختاماً أن القطاع الخاص يكاد يمثّل نصف المجتمع في تنشيط العجلة الاقتصادية، وهو القادر في كثير من الأحيان على توفير الأساسيات، والكماليات، ومعظم التفاصيل الأخرى للمجتمع، كونه يؤدّي دوره بإخلاص لذاته، ولنطاقه العائلي، وعلاقاته المتشعّبة، بعكس موظّف القطاع العام الذي يجد نفسه غالبا إما لا مبالي أو غير مهتم، لأنه في جميع الأحوال سيتقاضى أجراً محدوداً سواء سواءً استبسل في عمله أو استسهل، فليس ثمّة حوافز وليس ثمّة ترغيب، فقط الروتين ثم الروتين الذي يقتل الطموح ويوئد النجاح، وبالعودة إلى القطاع الخاص لا بد من التأكيد أنه لم يكن ليعرف سبيل النجاح والربح لولا برامج التطوير التي تضع المستثمر على سكّة النجاح، وهو المبدأ الذي اعتمدناه في "مجموعة أبوغزاله العالمية" طوال فترة أربعة عقود ويزيد من الاستمراريّة والنجاح والشهرة والأهم من هذا كلّه هو السمعة الطيبة لدى القاصي والداني على حدّ سواء، لأننا نتميّز بالثقة، ونسعى لتقديم الأفضل دائماً في مختلف المجالات سواء الاستشارية، أو الإلكترونية أو التدقيق المحاسبي الذي لم أتخلَّ عنه رغم تعدّد المجالات التي عُرفت بها مجموعة أبوغزاله العالميّة، ونالت مرتبة الشرف في نظر جميع من ربطهُ بها علاقات استشارية أو استثماريّة رائدة في الشرق الأوسط وأقولها بكامل الفخر والاعتزاز، على أن أن تحظى جميع شركات القطاع الخاص بما حظيت به مجموعة أبوغزاله من المتابعة والاهتمام، وهذا كله بفضل الطموح الذي لا يفتر، والالتزام الذي لا يكلّ، والتركيز الذي لا يلين، والثقافة التي لا تهدأ.

طلال أبوغزاله