ظاهرتان غريبتان... ومفتاح واحد
07 يناير 2020 د.عماد الخطيبإنها (كذبة كبرى) تلك التي يرددها العدو الصهيوني، وخصوصًا (نتنياهو)، إذ يصرح بوجودهم في فلسطين منذ ألفي عام. لن أناقشه في ذلك؛ لعدم وجود ما يثبت صحة ما يقول، وسنقول له: "فلماذا تركتم هذه البلاد منذ ألفي سنة؟".
ثمة ظاهرتان كونتا دولة (الاحتلال) الأولى أنه في سنة 1948 وبموجب مؤامرة دولية، أقنعت مجموعة بشر بالهجرة إلى فلسطين؛ للخلاص من شرورهم، حتى بلغ عددهم 650000 شخص، في حين كان عدد الفلسطينيين المواطنين آنذاك في فلسطين 1.363.387مواطنًا.
أما الظاهرة الثانية، فهي أنه دولة بلا شعب ولا تضحيات ولا استقلال، وبالتلفيق أصدروا قرارًا ليتوجهوا إلى فلسطين، وأخبروهم أن ثمة بلد دون سكان، ومليء بالثروات؛ ولاحظنا كيف كانت مناظرهم وهم ينزلون من البواخر إلى فلسطين، بثياب رثة، وقد حمتهم "العصابات المسلحة" ودعمت تواجدهم، تمهيدًا لبناء "دولة الاحتلال"، التي قامت على تلكما الظاهرتين!
يعلمنا طلال أبوغزاله..
أنه لم يكن هناك مبرر حقيقي لقيام هذه الدولة إلا بصدور قرار من الأمم المتحدة، وقد استخدمت كل المغالطات في هذا المشروع الظالم، ثم جاء قرار التقسيم... قائلا: "لكنني ما زلتُ أملك شهادة ميلاد مكتوب عليها "حكومة فلسطين"، ومكتوب عليها كذلك في خانة الجنسية: "فلسطيني"، ناهيك عن دليل الهاتف الذي يتضمن اسم والدي-رحمه الله- ومكتوب على غلافه الخارجي "حكومة فلسطين"، ومكتوب على سند تسجيل الأرض التي سجلها والدي باسمي سنة 1942 "حكومة فلسطين"، واسم المالك: "توفيق سالم أبوغزاله"، ومدون التفاصيل بأن الأرض انتقلت ملكيتها إلى "طلال توفيق سالم أبوغزاله"، وكنتُ وقتها أبلغ من العمر 4 سنوات... وإنني لم أر مستندًا قبل عام 1948 يدل على وجود أي شعب أو مسمّى غير (فلسطين).. فرحمك الله يا أمي، لقد حملتني أثقل أمانة، عندما سلمتني مفتاح منزلنا "أخذت معها المفتاح عند خروجنا من فلسطين، وأخبرها والدي بأنه لن يفيدك أخذه بشيء، قالت: سنعود، وسنستخدمه، وطلبت مني أن أحافظ عليه.. أنظر إليه يوميًّا ولا أملّ"!
من أين جئت بتلك الكذبة يا (نتنياهو)؟ من أين لك أن تؤلف مسرحية الكذب والتلفيق تلك، والقصة التي نسجها خيالك!
لقد أنشأ "طلال أبوغزاله" جمعية "كلنا فلسطين"، مع مجموعة من الفلسطينيين، هدفها التعريف بالإبداع الفلسطيني وإنشاء سجل بالفلسطينيين المبدعين في العالم، وأحصينا 6000 فلسطيني مبدع في كل المجالات، على موقع All 4 Palestine ، منهم من حاز على جائزة نوبل، ومن حاز على أوسمة وتكريم، ومن حصل على مناصب عليا في مجالات عدة، ومن اخترع، ومن سجل براءات، ومن أنشأ أكبر مؤسسات في الدنيا. فبمقياس الحضارة والقدرة والاستحقاق للوطن، الشعب الفلسطيني لم يقهر، ولن يقهر؛ لأنه شعب يستحق الحياة وليس لـ (صفقة القرن) ولا لغيرها أن تثنيه عن مطلبه في تحرير أرضه.
ويعلمنا طلال ابوغزاله..
أن "الاحتلال ليس دولة" قائلا: "لقد قلت هذا الكلام في واشنطن في مركز CIS الذي يقدم دراسات للهيئة التنفيذية في أمريكا، وكان الاجتماع بعد توقيع اتفاقية (أوسلو) وضمت جلستنا بعض سفراء من دول عربية، ومما قلته كذلك: "لا يشرفني البقاء في مؤسسة تشوّه صحة محاضر الاجتماع"، ثم قال أحد الحضور: "إن ما حصل عليه الفلسطينيون هو تكرّم منّا عليهم، وإنهم لن يعطوا أي شيء بعد الآن، وعلى مصر أن تبلغ سوريا وليبيا، بأن يتوقفا عن الإرهاب، وكذلك العراق، وعن دعم الإرهابين الفلسطينيين"، ثم طلبت التعريف بالمتكلم، فقالوا: "هو رئيس هيئة الإعلام في دولة الاحتلال – طبعًا هذه مني أنا -!"، قلت له: "دولة من؟! عجيب نحن في مركز دراسات محترم، ونسمّي الأسماء بغير أسمائها، فالدولة لها ثلاثة شروط وهي الدستور، والحدود، وتعريف المواطن.. لكن وحسب علمي أنها ليست دولة ولا تملك دستورًا ولديها قانون واحد هو قانون حق العودة لكل يهودي في العالم والحدود هي إلى أين يصل الجيش ولا توجد خارطة لدولة بهذا الاسم.. إذن، البندان غير موجودين، والثالث ليس هناك تعريف للمواطن"، ثم طالب رئيس الجلسة برفعها! وعند خروجنا أبلغوني أنني كنت قاسيًا على الرجل، قلت: "القضية ليست قسوة.. لكن هل أنت موافق على ما قلته.. وأنا بعمر الـ 82 سنة أنتظر لقاء ربي، وكلي فخر بما قلت، وسيقال، وبفخر أقول: "إن هذا الشعب ورغم كل العنف والضغط والإهانة إلا أنه صامد"، وإن من يشكك ومن يظن أن القضية انتهت وأن فلسطين تم أخذها واستبدلوها بدولة لها اسم آخر.. واهم!".
وختامًا..
يقول طلال أبوغزاله: "إنني فلسطيني، وأقمتُ في لبنان، والكويت، ثم الأردن، الذي أعطاني الجنسية، واستطعت أن أثبت أننا شعب يستحق الحياة، فأعتز بمواطنتي الأردنية، وأنني فلسطيني الأصل وليس هناك أي تعارض، وهناك من يسألني إن عادت فلسطين "هل تعود إلى وطنك؟"، أجيب: "المطلوب هو إعادة الحقوق من غير التدخل بالعودة إلى الوطن أم لا"، وإن محاولات دولة الاحتلال بتهجير الفلسطينيين بعد الهجرة الأولى عام 1948 التي كانت كذبة، وخدعة لنخرج من أراضينا عن طريق مكبرات صوت.. وغيرها، باءت بالفشل، وإن خدعهم القديمة لم تعد تعطي أي نتيجة؛ لأن الفلسطيني سيبقى في مكانه مهما تم تهديده وتخويفه وتجويعه، ويجب أن نخطط كي نعود، كما هم يخططون كي يبقوا.. فخورًا بصمود شعبي، موقنًا بأن النصر قادم لا محالة".