توقعات المفكر العربي العالمي ؛ د . طلال أبوغزاله ؛ حول انتخابات الرئاسة الأمريكية ؛ أكدت صدقيته وشفافية رؤيته وعمقها

07 نوفمبر 2020

أكدت توقعات المفكر العربي العالمي ؛ الدكتور طلال أبوغزاله ؛ حول انتخابات الرئاسة الأمريكية ؛ صدقيته وشفافية رؤيته وعمقها ، من أن هذه الانتخابات ستكون (التّاريخ الأهم) في العالم  خلال هذه السنة ، وبأنها “ستكون انتخابات مختلفة”،ورقيًّا وإلكترونيًا..وستشكل تحدّيًا كبيرًا” سواء في ظل إعادة انتخاب دونالد ترامب لدورة ثانية أو بانتخاب منافسة بايدون نائب الرئيس الأمريكي السابق ؛ أوباما .
لقد شهدت الإنتخابات تحشيداً وجدلا كبيراً؛ عالمياً وأمريكياً، فالتجديد لـ ترامب بدورة ثانية، يعني استمرار السياسات الخارجية على حالها تجاه الصين وروسيا وإيران وكوريا الديمقراطية وفنزويلا ، وتجاه منظمات الصحة والتجارة والتسلح واالمناخ العالميات، وتجاه منطقة الشرق الأوسط  وتدخلات أمريكا  التدميرية في كلٍ من سورية والعراق واليمن وليبيا .
ورغم أن هذه المشكلات لا تعني الناخب الأمريكي كثيراً، ولا حتى ( قليلاً ) إلا أن إستمرارها سينعكس على أمنه الداخلي واستقراره المجتمعي والمعيشي؛ سلباً  .لكن في حال نجاح بايدون قد تحدث انفراجات في الخارج ، كالعودة للاتفاقية النووية مع إيران والانسحاب من حرب اليمن  وحل الدولتين ، بحسب  بايدون ، وربما غيرها أيضاً .
ولفت أبو غزالة مراراً إلى خطورة تحذيرات وتهديدات ترامب الصريحة منذ شهور؛ بأنه لن يعترف بنتائج الإنتخابات في حال عدم نجاحه ، متذرعاً بمعطيات مختلفة، منها أنها إنتخابات مزورة وبأن تدخلات خارجية ستعتورها، ما يشي بأن الولايات المتحدة توشك الدخول في صراعات داخلية وخارجية قد لا تقتصر على حرب صينية أمريكية .

تحدث د. أبو غزالة عن احتمال إعلان ترامب الحرب على الصين ، للهروب من إجراء إنتخابات ، ورغم أنه لم يفعل ذلك بعد ، إلا أنه هيأ البنية التحتية لهذه الحرب ، والتي ما تزال أسبابها من وجهة فريق ترامب قائمة وإمكاناتها متوفرة حتى موعد تسلم الرئيس لمسؤولياته أو انتقالها في حال فوز بايدون .. لذلك ما تزال امام ترامب (فرصة كبيرة) للبقاء في منصبه بشتى طرق الاحتيال ، بما فيها فرصة شنّ حرب من أي نوع على الصين وغيرها .
لقد باتت المؤسسات الأمريكية الكبيرة وغير الكبيرة وأصحاب النفوذ والمتضررين المحتملين من خسارة ترامب، وحتى الأفراد ،باتوا على توجس من الننتائج المترتبة على الإنتخابات وبخاصة منها  فشل ترامب ، حتى أن مسؤولة في الحزب الديمقراطي ، دعت إلى (تفويزه) لتجنب حرباً أهلية  قد يجر ترامب البلاد إليها ـ على اعتبار أن نجاحه أو فشله متساويي النتيجة ، فترامب يصر على أن يجدد له لدورة ثانية ، تحت أي ظرف.
وفي الحقيقة عندما يتحدث العالم عن ترامب كرئيس متهور عصابي متقلب ، فإنه (يظلم الرجل) ، فهو يمثل في حقيقة الأمر مجتمعاً أمريكياً منقسما على ذاته ، جيوسياسياً ، فمن يقرأ خارطة التصويت في الإنتخابات ، يجد انحياز وسط أمريكا للجمهوريين، فيما أطرافها على اليمين واليسار منحازة للديمقراطيين ، ما يعني أن االولايات المتحدة الأمريكية معرّضة لـلإنقسام إلى  3 أجزاء جيوسياسية ؛ وسط ويمين ويسار
ينحاز المجتمع الأمريكي العنصري الأبيض من أصول سكسونية ومن انجيليين محافظين وأثرياء وصناعيين وأغلب اليهود ، للجمهوريين ، فيما مجتمعات المهاجرين من سود وملونين وآسيويين ولاتينيين وعرب ومسلمين وليبراليين وعلمانيبين وفقراء ينحازون للديمقراطيين ..
ومن هنا عندما تحدث أبو غزالة عن الانتخابات الأمريكية ، لم يتحدث عنها كأي انتخابات جرت سابقاً ومرت بهدوء، ولكن كانتخابات مختلفة تتضافر في تأثيراتها عوامل داخلية وخارجية تتباين تأثيراتها، بخاصة في ظل تراجع مكانة أمريكا الاقتصادية وإنتشارها العسكري على رقاع واسعة من العالم وما بثت من عداوات وفتن ، وعدم إمتلاكها لإستراتيجية تحقق تقدمها أو على الأقل تحافظ على مكانتها الراهنة ، بالتزامن  مع اتساع السلوكات العنصرية والوعي بها ، كما الفقر ، فيما لدى الصين الصاعدة استراتيجيتها الواضحة ، التي يرى الأمريكان فيها من وجهة نظرهم ، العدو الأول والثاني والثالث
تؤشر كل المعطيات على أن بقاء ترامب سيعمّق السياسات الداخلية والخارجية الراهنة بكل ما فيها، من (إيجابيات) وأزمات، وسيصبح الانقسام الداخلي أشد بكل ما فيه، وسنىرى عداوات الخارج تتسع جغرافيتها وتتعمق أيديولوجياً ، لن يبقى أي شيء على حاله بل سيكبر فشلاً ونجاحات ، ولكي يضمن ترامب الاستمرارية من وجهة نظر فريقه ، أعلن رفضه سلفاً ، مغادرة البيت الأبيض بشتى المبررات تارة باتهام روسيا والصين وإيران بتزوبير الانتخابات وإدخال صناديق إنتخاببية مزورة، لكن دون أن يقول لنا كيف يمكن ذلك ، وتارة  باعتبار التصويت بالبريد يتيح التزوير ، ودعا تارة بتأجيل الانتخابات ، وتارة أخرى  باللجوء للمحاكم.
 وعند بدء الفرز طرح ترامب كل ما من شأنه إعاقة الإعلان عن نتائجها وإعتمادها ، ما يؤكد مقولة أبو غزالة بأنه إما أن يهرب من الانتخابات بذريعة الحرب على الصين مثلاً ، أو الإتهام بتزويرها للهروب من نتائجها ، ومن الواضح أن فريقه هيأ جيداً لبعض أعمال الشغب!. في حال سقوطه .
ولفت أبوغزاله إلى أن الوطن العربي لا يعول على نتائج الانتخابات الأمريكية؛ لأنها في جوهرها ثابتة تجاه العرب ،وغير متغيرة تجاه اسرائيل بغض النظر عن الحزب الفائز، مبينا أن الحزبين يتنافسان فيمن يقدم خدمة أكبر لإسرائيل ، فالهدف الرئيس حمايتها  وضمان تقدمها ، بغض النظر عن المصالح الأخرى لأمريكا في المنطقة.
وبغض النظر عمن سيكون رئيس أمريكا المقبل ، فالعديد من المدن والشركات والمؤسسات والنخب وأصحاب الأعمال الأمريكان، يستشعرون بقلق بالغ خطر المرحلة التالية للإنتخابات ، واتخذوا ما يكفي من إجراءات إحترازية ، بمواجهة أعمال عنف وفوضى منتظرة ، ومما أتخذ تغطية نوافذ منازلاهم وإغلاق متاجرهم.
وهو ما يؤكد مقولة أنها  ستكون إنتخابات مختلفة .