أبوغزاله يدعو المجتمع المحاسبي الدولي إلى التحول المعرفي
28 مارس 2018دبي – تحدث سعادة الدكتور طلال أبوغزاله خلال مؤتمر المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية في دبي عن التطور البطيء في مهنة المحاسبة بحكم قناعتها بضرورة التحفظ والحرص في التغيير.
وتناول خلال كلمته في المؤتمر كمتحدث رئيسي علاقته بجميع المنظمات المحاسبية الدولية ومحاولاته من خلال رئاسته للعديد من تلك المنظمات وفرق العمل للتغيير. وقال إنه نجح أحياناً كثيرة وأخفق أحياناً أخرى لعدم الرغبة في التغيير.
وبين أبوغزاله أنه العالم دخل بجميع مساراته ونشاطاته ومؤسساته في عملية التحول ليصبح جزءاً من عالم المعرفة، وبالتالي لم يعد من المقبول أن تتخلف مهنة المحاسبة عن هذا التحول. ولذلك طالب بأن يقوم الاتحاد الدولي للمحاسبين بإنشاء فريق عمل متعدد الأطراف لوضع برنامج لتحويل المؤسسات الدولية لتصبح مؤسسات معرفية، ولصياغة معايير محاسبية للقطاع الخاص والعام ومعايير لتدقيق الحسابات وللسلوك المهني تتوافق مع احتياجات المجتمع المعرفي الاقتصادي والتعليمي والحكومي من كافة الأوجه، كما تعمل على تلبية تلك الحاجات.
وأكد أبوغزاله الحاجة في عصر المعرفة لمعايير المحاسبة والتدقيق وخصوصاً معايير التقييم للشركات المعرفية والمنتجات المعرفية، لذلك طالب أبوغزاله بأن يبادر الاتحاد الدولي للمحاسبين (IFAC) ومؤسسة المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية (IFRS Foundation) بتكوين فريق عمل متعدد الأطراف للنظر في متطلبات المحاسبة والتدقيق والإبلاغ والتقييم في عصر المعرفة.
وأقترح أبوغزاله أن تكون الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين (SOCPA) الممثل المعتمد للمنطقة العربية في هذا الفريق نظراً لما لديها من إمكانات وقدرات تقنية وتمثيلية، ولدورها الفعال ليس في المملكة العربية السعودية فقط بل وعلى مستوى المنطقة العربية بدولها الاثنين والعشرين، ولما أثبتته من قدرة على تطوير وضبط الجودة في الرقابة على مكاتب المحاسبة وتدقيق الحسابات.
عقد المؤتمر في إمارة دبي يومي الخامس والسادس من آذار/ مارس، بحضور نخبة من المسؤولين الماليين وصناع القرار وممثلي البنوك والمؤسسات المالية الخليجية والخبراء في الشأنين المالي والمصرفي من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي.
واستعرض الدكتور أبوغزاله في كلمته دوره في تغيير مفهوم المحاسبة والغاية المثلى منها، خلال فترة انضمامه لمجلس إدارة الاتحاد الدولي للمحاسبين في الفترة ما بين ١٩٨٧- ١٩٩٠، والفترة ما بين ١٩٩٢- ١٩٩٤.
وأشار سعادته إلى واقع تجربته مع جامعة هارفارد الأميركية، التي عملت على وضع نظام لاحتساب الأميال لرحلات خطوط الطيران ونظام لاحتساب النقاط في الفنادق، حيث كانت السباقة في هذا المجال منذ العام ١٩٩٥ وكان بالأجدى أن يقوم الإتحاد الدولي للمحاسبين بالتعاون مع مؤسسة المعايير الدولية لاعداد التقارير المالية بهذا الدور.
وبين أبوغزاله أنه وخلال فترة ترؤسه للجنة الخبراء في للمعايير الدولية للمحاسبة والتقارير المالية في الأمم المتحدة في العامين ١٩٩٥-١٩٩٦، وأيضا خلال ترؤسه لصندوق الامم المتحدة الائتماني كان يركز في عمله على تطوير معايير المحاسبة، مشيرا في ذات الوقت إلى تجربته مع منظمة التجارة العالمية في القترة ما بين ٢٠١٢ - ٢٠١٤ من خلال وضع لوائح لتحديد مستقبل التجارة العالمية حيث طالب حينها بوضع أسس ومعايير تجارية للاقتصاد والمنتجات الرقمية.
ويعد هذا المؤتمر فرصة هامة لمختلف البنوك والمؤسسات المالية في دول مجلس التعاون الخليجي للتعرف أكثر على المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية الخاصة بالبنوك والمؤسسات المالية، التي أصبحت موحدة في العديد من دول العالم بعد اعتماد المتطلبات التنفيذية التسعة لهذه المعايير.
كما يعد اعتماد المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية تطوراً لافتاً أقدمت عليه البنوك في دول مجلس التعاون الخليجي بهدف إحداث تغييرات هيكلية وتنظيمية لجعلها أكثر قوة ونجاحا.