د. أبو غزاله: البلاد العربية تتجه نحو النهضة كما نهضت أوروبا

12 نوفمبر 2011 أبو ظبي- 12 تشرين الثاني 2011 – قال الدكتور طلال أبوغزاله أن ما تشهده بعض البلاد العربية هو نهضة عربية وليس ربيعاً كما يسوق الإعلام الغربي لأن الربيع قد ينتقل إلى ضده أو اسوأ منه.

وأضاف نحن أمام مرحلة تحول حقيقية تحتاج إلى فترة معاناة وتضحية وسندفع أثماناً كثيرة كما حصل في أوروبا خلال عصور الانحطاط، حيث جاءت النهضة بعد 20 عاماً من المعاناة لتنتقل الدول الأوروبية إلى أنظمة لها جذور وتحالفات وأتباع، بعد أن دفعت بمئات الآلآف لا بل الملايين من الضحايا.

وكان الدكتور أبوغزاله يتحدث يوم 6 تشرين الثاني 2011 في برنامج "أكثر من عنوان" الذي تبثه محطة الآن الفضائية، في حوار حول مستقبل البلاد العربية في ضوء التطورات الحالية، موضحاً أن هناك مبررات لهذه الثورات، كالشعور بالمهانة والإضطهاد والظلم والفساد الإقتصادي وهو من أهم الأسباب.

وقال أن الإحتياجات الإقتصادية والإجتماعية مترابطة، كما يحصل الآن في أوروبا من إحتجاجات، لأن الدول وصلت إلى مرحلة أصبحت فيها عاجزة عن تقديم خدمات لمواطنيها، والغرب في مشكلة عويصة فقد وصلت إقتصاديات بعض الدول إلى مرحلة الإفلاس.

وأضاف مهما كانت الدولة غنية أو فقيرة فالمواطن فيها يطالب بالتخفيف من الفساد إلى الحد الأدنى، وأشار إلى بؤر ما زالت موجودة وتعمل للعودة بالأمور إلى الوراء لصالح الأنظمة المنتهية، كما تعمل دول أجنبية لتحويل هذه الثورات لصالحها، إضافة إلى البعد السيء "اسرائيل" التي يعمل الغرب كي تكون كل القرارات لمصلحتها.

وأوضح د. أبوغزاله بأن كلية طلال أبوغزاله للدراسات العليا في إدارة الأعمال ستطرح برنامجاً أكاديمياً لكيفية محاربة الفساد ووضع إجراءات إستباقية لمنعه.

وأكد أن التحول في مصر هو مؤشر هام، ومصر هي المقياس وما يحصل الآن صحي جداً وسيفيد كل الدول العربية، لأن التغيير عملية عضوية معقدة (فك إرتباطات ومصالح) وقال: لكن العملية طويلة وستصل بنا في النهاية إلى النهضة العربية، كما نهضت أوروبا في القضاء على الحقبة السوداء.

وهنا لاحظ أبوغزاله إلى أن كل المطالبات تبدو سياسية، مع أننا في وضع مطلوب فيه أن نعطي الأهمية للبعد الإقتصادي، إذ أن قادة الفكر لم يوجهوا إهتمامهم بالقدر الكافي إلى الإقتصاد، لكنه عاد للتأكيد أن مصر ستكون أهم إقتصادات العالم، فالبلاد واعده وفيها قدرات لم يستفد منها بسبب الفساد الذي هو أساس أغلب مشاكل المواطن.

وأشار إلى دراسات صادرة عن صندوق النقد الدولي جاء فيها أن المستقبل هو للدول الأكثر سكاناً، ومع دخول العالم في عصر المعرفة فإن الإقتصادات الصاعدة هي الهند، البرازيل، الصين، روسيا، حسب حجم الدولة الأكثر سكاناً والأكبر إقتصاداً، فالصين ثالث أكبر إقتصاد في العالم، وروسيا ثاني أكبر منتج للنفط، وعلى صعيد إقليمي تطمح تركيا لتصبح الإقتصاد رقم 16 عالمياً لأن لديها كثافة سكانية.

وبالنسبة لمصر يقول: أبوغزاله عندما يعمل النظام لصالح البلاد فإنها ستكون في الصدارة، لأنها غنية بسكانها بمواردها، وفيها عمالقة في كافة المجالات، وفيها النيل العظيم الذي لم يحظ بالأولوية سابقاً وتُرك للفساد.

وعن الأولويات قال يجب أن نركز على التعليم، وثمّن بالتقدير قرارات قادة دول مجلس التعاون الذين خصصوا في موازنات دولهم 20 بالمائة من الدخل للتعليم والتأهيل، وبناء القدرات، مضيفاً أننا ننظر إلى هذه القرارات الحكيمة بكثير من التفاؤل، ونحن نخدم هذا التوجه ذلك أن رسالتنا في المجموعة هي بناء القدرات العربية لخدمة الإقتصاد العربي.

ومن الأولويات كذلك يقول أبوغزاله التوجه لتصبح مجتمعاتنا منتجة وبالدرجة الأولى في عالم المعرفة، لأن الثروة حالياً وفي المستقبل هي في المعرفة، مشيراً إلى أن القمة الإقتصادية العربية التي عقدت في شرم الشيخ قد كلفت مجموعة طلال أبوغزاله بالتعاون مع جامعة الدول العربية لعقد أول قمة شبابية معرفية، هدفها أن يقود الشباب توجه الأمة العربية إلى مجتمع المعرفة.

في ختام الحوار قال د.أبوغزاله أننا الآن في عالم متغير لم يعد فيه وجود للأسواق المشتركة، كما أن طموحات أميركا لضم الأميركيتين إنتهت، وستتخذ كل دولة قرارها الصحيح حيث سيكون التوجه الإقتصادي نحو الحمائية، ولكل دولة الحق في حماية إقتصادها.