أبوغزاله: عملت مترجماً فأحببت اللغتين وعملت في مصنع بوظة فأحببت البوظة وعملت بائع أسطوانات فأحببت الموسيقى

03 ديسمبر 2015

عمان – 3 كانون أول 2015 - في برنامج "حلوة يا دنيا" الذي تبثه قناة رؤيا الفضائية صباح كل جمعة تم بث لقاء خاص مع سعادة الدكتور طلال أبوغزاله للحديث عن مسيرة حياته وقصص نجاحاته التي ولدت من رحم المعاناة، لتبدأ من طفل مهجّر إلى رجل برع وتفوق على العالم في العديد من القضايا والأعمال والتي أبرزها حماية الملكية الفكرية.

وفي بداية حديثه أكد سعادة الدكتور طلال أبوغزاله أن جمال البرنامج يبدأ من اسمه "حلوة يا دنيا" لان الدنيا فعلا "حلوة" ونراها "حلوة" عندما نعرف أين الجمال فيها.

بدأ الحديث بيوم ولادته الذي كان منذ 77 عاما في مدينة يافا الساحلية التي تتميز بجمالها، وفي رحلة طويلة بدأت بطفولة في يافا فلسطين، حولته وهو في العاشرة من عمره إلى لاجئ وكانت بالنسبة إليه برغم كل شيء نعمة، حيث يقول: سعيد ومحظوظ لان الله وهبني نعمة المعاناة لأنني من خلالها جعلتني أن أتحدى. 

وبين أنه لا يوجد ما يسمى خسارة وإنما هي تفاصيل في الحياة، يبقى الثابت فيها الشخص وإرادته، اللذان هما الكنز الحقيقي، فبالإرادة دائما يمكننا البدء من جديد ويمكننا مواجهة أي مشكلة. 

وأضاف: قضيت طفولتي بالعمل والدراسة، فكنت أسير من قرية الغازية جنوب لبنان الى اول مدرسة في صيدا لمدة أربع ساعات يوميا، مما جعلني أمارس الرياضة قسرا، الامر الذي منحني الصحة، كما أن السير كان فرصة لمراجعة دروسي والتفكير في مستقبلي وعملي والإصرار على التفوق على عدوي. 

وتحدث سعادة الدكتور عن بعض المهن التي عمل بها خلال مراحل الدراسة والتي بدأت في مصنع للآيس كريم، وقال "كنت اعمل على تغليف حبات الايس كريم، وكنت فرحا جدا لأن هذا العمل يوفر لي النقود، والايس كريم بالمجان"، وأضاف: "عملت في محل لبيع الاسطوانات الموسيقية وخلال فترة العمل درست الموسيقى الكلاسيكية لحبي الشديد لها، كما عملت مترجما خلال سنوات الدراسة، مما جعلني أحب اللغتين بشغف". 

ورافقت فرقة جمعية الأوركسترا اللقاء حيث عزفت خلال ساعات البرنامج العديد من المقطوعات وعنها تحدث الدكتور أبوغزاله قائلا إنني ترأست مجلس أمناء الجمعية بتكريم من جلالة الملكة نور الحسين المعظمة والذي جاء لاهتمامي بالموسيقى وحبي الشديد لها والتي تعتبر غذاء للروح، فالروح كما اهو الجسد كلاهما بحاجة إلى الغذاء. 

وفي صورة مميزة من طفولته تم عرضها على الشاشة أكد "إن هذه الصورة تعني لي الكثير وأعلقها في مكتبي لأراها صباح كل يوم، فهي تذكرني بطفولتي عندما كنت لاجئا في عمر الحادي عشر ونظرا للوضع المادي لوالداي الذي لم يسمح لهما بشراء سترة لي للشتاء فقامت والدتي بصناعة سترة من البطانية التي يتم تقديمها للاجئين والتي كنت أفاخر فيها أقراني في المدرسة لأنني كنت أشعر بالدفء أكثر منهم كما أنها كانت تتميز عن ستراتهم لأنها كانت من صنع والدتي". 

وحول دراسته بين أن كامل دراسته منذ ان خرج من فلسطين لاجئا وحتى الشهادة الجامعية كانت مجانية، معللا ذلك "كنت أحب الدراسة، وكنت أعلم أنها السبيل الوحيد للتفوق على العدو، ونظرا للوضع المادي السيئ دعاني الأمر لأكون الطالب المتفوق لأحصل على المنح الدراسية في تلك المراحل، فهي الطريقة الوحيدة لأحصل على التعليم"، وأضاف كانت نعمة بالنسبة لي أن أكون من عائلة لا تملك المال لأكون متفوقا.

وبين أن تأسيس مجموعة طلال أبوغزاله بدأ عام 1972، وفي إحدى السنوات واثناء الحرب العراقية على الكويت وكانت بداياتي من الكويت خسرت كل شيء بيتي وعملي، ورغم كل ذلك استمريت بالحياة وبدأت من الصفر مجددا ولم أتوقف أبدا عن مواجهة أية مشكلة تطرأ أمامي، فهي ليست إلا معيقات نتجاوزها ونبدأ من جديد، لان الإنسان هو الثروة وليس المال نفسه أو الأملاك، وثروتي هي الموظفين الذي عملوا معي حين صمدوا ووقفوا إلى جانبي وكنا كعائلة واحدة". 

وفيما يتعلق بالقومية العربية بين أنا قومي وعربي وسأموت وأنا قومي وعربي، وانا اعتبر كل مدينة ودولة عربية هي وطني وبلدي وأمانة في عنقي، فأن لا تمييز لدي بين أي بلد عربي وآخر. 

وأشار إلى أن ما نمر به الان مرت به أوروبا في عصر الانحطاط واسوأ منه ونحن لم نصل إلى عصر الانحطاط، وما نراه الان من قطع الرؤوس كنا قد رأيناه سابقا في فرنسا، فلا يجب أن يزاود علينا أحد وأن يقول أن هذه هي نهاية الوطن العربي، وإنما هذه بداية النهضة، والوطن العربي سينتصر على هذا الانحطاط وتبزغ النهضة العربية من جديد. 

وفي تقرير للبرنامج ظهر طاهر المصري رئيس مجلس الأعيان السابق الذي تحدث عن الدكتور طلال أبوغزاله، ووصفه بأنه شخصية عربية وأصبحت دولية بسبب نشاطه وعقله العلمي وايمانه بالتعليم كمهمة أساسية في تنمية المواطن العربي والأردني وهو رجل ديناميكي بالمعني الصحيح ومتنوع الأفكار وهو يشعر بواجبه الوطني ويقوم بذلك ليس نمطي ولكن بالترويج للفكر العربي والمدني الراقي. 

وأضاف بأن طلال أبوغزاله عصامي نشأ في بيئة تتعلق بالنكسة عندما تم تهجيره من يافا وبدأ حياته بسيطا لكن واجه التحدي المعيشي والإنساني وتعلم واستخلص العبر من تلك الاحداث ولم يستسلم وآمن بقدراته وحصل ما حصل عليه الان. 

وفي تعليقه الدكتور أبو غزاله على حديث المصري بين أن هناك أشخاص يحبوني وآخرين يكرهوني بينما هذا الشخص لا يوجد من يكرهه، فهو في خلقه ونزاهته وفيما قدمه للوطن هو قدوة لي وانا اتعلم منه واسير على ما رسمه من خلق في التعامل السياسي، وكان لي الشرف أن اعمل معه في مجلس الاعيان واتعلم منه كيف يدير جلسات المجلس بخلقه وامانته.