"الغاء عقوبة الاعدام في العالم" في جلسة نقاشية في ملتقى طلال أبوغزاله المعرفي
01 يوليو 2014عمان في 1 تموز 2014- استضاف ملتقى طلال ابوغزاله المعرفي جلسة نقاشية هامة حول الغاء عقوبة الاعدام في العالم مع سعادة السيد روبرت بيدينتر وزير العدل السابق ورئيس المجلس الدستوري في فرنسا.
ترأس الجلسة وأدار الحوار سعادة الدكتور طلال أبوغزاله رئيس الملتقى بمشاركة وحضور اصحاب السعادة السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية والجهاز القضائي و القطاع الحكومي والتشريعي والقطاع الخاص والاكاديمي ووزراء سابقون وأعيان ووسائل الاعلام.
وقد رحب سعادة الدكتور طلال ابوغزاله بالضيف والحضور وقال بأن المنتدى يعقد هذه الجلسة النقاشية الهامة ليبحث فيها وبأسلوب حضاري متوازن وليعرض الافكار بدون أيه حساسيات وبواقعيه، لما نعتقد أنه صحيح.
وأعرب د. أبوغزاله عن رأيه في موضوع الحلقة وقال أنه يجب أن يكون هناك عقوبة كاملة لمن يستحقها، ولكن دون تنفيذ الاعدام، اذ ليس لأحد أن يأخذ حياة إنسان الا الخالق عز وجل وان تكون عقوبة الاعدام غير خاضعة للعفو. ومن وجهة نظري الشخصية يقول أبوغزاله بأن السجن مدى الحياة مثلاً يعادل عقوبة الاعدام، وأضاف نحن فخورون بالعدالة في بلدنا الاردن وبوجود نظام قضائي فعال في دولة القانون.
وفي معرض تقديمه للضيف قال أبوغزاله أنه شخصية عالمية متميزة عمل في المحاكم وفي مهمات دولية عدة وقدم مساعدات انسانية في مجال حقوق الانسان. واستعرض مهامه العديدة وإنجازاته في فرنسا وعلى صعيد الاتحاد الاوروبي وفي الأمم المتحدة، ودورة في تنظيم الاتفاقيات الاوروبية.
وقد بدأ السيد روبرت بيدينتر حديثه بتقديم الشكر لسعادة الدكتور طلال أبوغزاله على دعوته للتحدث في مقر جامعة طلال أبوغزاله، ذلك الصرح التعليمي المتقدم، بما لديها من الامكانيات والقدرات المتطورة، وقال هذا يسمح لي باختراق الحواجز الثقافية التي تعيق التواصل مع الآخر، وأشكر جامعتكم التي تعمل على طرح ومناقشة القضايا الهامة وايجاد الحلول لها.
وقال السيد بيدينتر أنه حارب وما يزال ضد عقوبة الاعدام، وقررت بعد الكثير من المعارك التي خضتها في فرنسا الالتزام والعيش من أجل العمل على أنه ليس من حق أي شخص أن يأخذ حياة أي شخص آخر.
وأضاف عند ما الغت فرنسا عقوبة الاعدام عام 1981 كانت البلد رقم 35 التي تفعل ذلك، وفي الأمم المتحدة التي تضم 198 دولة، فقد زاد عدد الدول التي الغت عقوبة الاعدام عن 140 دولة ولكن هناك أكثر من 50 دولة مازالت تعتمد العقوبة وتستخدمها، وعلينا أن نصل الى مرحلة تلغي العقوبة تماماَ.
وأوضح بأن هناك اتصالات واتفاقيات دولية هامة جداّ ودول تؤثر على الأخرى وقال بأن 47 من أصل 48 الغت عقوبة الاعدام في أوروبا، وجميع أعضاء في اللجنة الاستشارية الاوروبية، وأشار الى ما صدر عن اللجنة الاوروبية والمحكمة الاوروبية من أن هذه العقوبة هي لا إنسانية وغير مفيدة وفظيعة، وكل الدول الاوروبية عقدت اتفاقيات ثنائية واقليمية وقد وضعت هذه العقوبة خارج القوانين الدولية، وقال لقد حصل في اوروبا أسوأ الجرائم خلال الحرب العالمية الثانية، وهنا لن نذهب الى الماضي مرة أخرى، وكذلك في أميركا اللاتينية هناك اتفاقيات تمنع استخدام عقوبة الاعدام في اطار الاتفاقيات الاقليمية في الشمال والجنوب.
أما في الولايات المتحدة فالأمر مختلف، والعقوبة مطبقة في بعض الولايات وهناك توجه إيجابي نحو إلغائها، وفي الأمم المتحدة هناك مناقشات في الجمعية العمومية تبحث في كيفية الغاء عقوبة الاعدام على المستوى الدولي وعدم تنفيذها.
وتطرق السيد بيدينتر الى المحكمة الدولية في لاهاي وأوضح بأنها ورفضت استخدام قانون الاعدام ضد أكبر المجرمين في العالم (يوغوسلافيا والمجازر الأوروبية) وهذه خطوة تتطلب قرارات كبيرة ورئيسية لدى الاعضاء.
وقال أن الولايات المتحدة دولة عظمى وديموقراطية وفخورة بنظامها القضائي، وقد طورت القانون الجزائي من ولاية الى ولاية، وبعض الولايات لم تقبل بعقوبة الاعدام وفي السنوات الأخيرة تخلت ست ولايات عن العقوبة، وتراجعت عدد الاعدامات بعد مغادرة بوش الى أقل من 50%.
وفي نهاية حديث السيد بيدينتر قدم نحو عشرين شخصية من الحضور مداخلات وأسئلة مؤيدة ومعارضة ووجهات نظر عقّب الضيف عليها.